أعترف أني قاتل…!!!

أعترف أني قاتل 

 طالب سعدون

طالب سعدون

أعترف أني (قاتل) ، ويجب أن أنال جزائي العادل ، لأنني أزهقت روحا ضعيفة ، بريئة ، وديعة ، وإرتكبت فعلا يحاسب عليه الله سبحانه وتعالى ..

 وأعرف إنني ( قاتل ) وان لم تكن هناك مادة في القانون الوضعي في بلادي  تجرمني ، ولكني أعرف حكم الله فيها ، وأن (الحادثة) لو حصلت في بلاد أخرى ، ربما تتطوع  منظمات وجمعيات وأحزاب وشخصيات للدفاع عن (الضحية) ،  لكي تحصل على حقها قبل أن  تزهق روحها ، وربما تنشر(القضية ) هناك في مختلف وسائل الاعلام ، مع صورة (القاتل والضحية) ، لكي يكون عبرة ودرسا للاخرين ، ويُحترم حق الخلق في الحياة ، وأن الضعيف والقوي في هذا الحق  متساويان..

وأعترف بالذنب ، وأطلب العفو ، واستغفر الله وأتوب اليه ، ولذلك بدلا من أن تُرفع ضدي  قضية لأنني أزهقت روح (الضحية)  ، ويستغرق حسم القضية وقتا طويلا  ، وينبري من  يدافع عنها ، ويطالب بتعويض مناسب ، إختصرت كل الاجراءات الأدارية  والاجتماعية ، وأعترفت بجريمتي ، والاعتراف سيد الادلة ، ولم أعط العذر لنفسي باني تصرفت مع الضحية بحسن نية ، أو أنني لم أقصد ، أو أتوقع أن ينتهي الفعل الذي قمت به الى موت ضحيتي ، ولكن المقادير سارت بقدرها ، وحكمت على نفسي بعقوبة تناسب (الجرم)  ، وتضمن العدالة لمن تمكنت منه لضعفه ، بقوتي الفارغة ، التي أظهرتها على غير من يستحقها ..

ولم أجد ضالتي  في العذر أو تخفيف الجرم ، عند كل من أسررته بجريمتي ، ولم يقل لي أحد منهم قولا يخفف وقع الفعل المؤثرعلى نفسي ، التي ألمها ما قمت به ، أشد الألم .. وكان يؤنبني ، بدلا من أن يساعدني  في الخروج من المأزق الذي وجدت نفسي فيه ، أو في الاصح وضعتني زوجتي فيه ، عندما استنجدت بي لكي أُساعدها باخراج الضحية ، (أربع  قطط صغار)  ولدن حديثا في  (مخزن المنزل) ووضعتهن أمام باب البيت  ، وفي الظل ، وفي مكان بارز أمام عيني القطة (الام) ، بتصور أنها ستهتدي لهن ، وإذا وجدتهن في طريقها الذي تمر منه حتما ، ستنقلهم الى مكان اخر ، فكانت زوجتي غير مرتاحة نفسيا من وجودهن ، وتخاف من ( الأم ) أذا إقتربت من المخزن أو دخلت فيه ، بتصور انها ( تهجم ) عليها ،  خوفا على اطفالها من أن ينالهم سوء منها ،  وهي لم تفعل  معهم  ما يغضبها ، وأستمر ت الحال على هذا المنوال أياما ،  ولذلك أرادت استغلال غياب (الام)  لاخراج اطفالها  من المخزن  ..

وحدث ما لم يكن في الحسبان والتصور ، ووقعتُ في ما أكره ، فوجدت  بعد ساعات انشغلتُ فيها بإمور أخرى أثنتين من القطط الصغيرات نافقتين ، ولم أعرف مصير الأخريين والأم ، فربما رحلت الى مكان أخر ، وأنا في حالة من الألم والندم ، وتأنيب الضمير والخوف من حكم الله ، لذلك حكمت على نفسي بجزاء ((مادي (صدقة مناسبة) وروحي ( دعاء واستغفار وتوبة )) عله يناسب الفعل ، و يحظى بقبول الله ورضاه ، وعفوه لأنني قد أغضبته ، بزهق روح أحد خلقه  بدون أن يرتكب ذنبا يستحق تلك العقوبة القصوى مني ..

واستغفر الله واتوب اليه …

ولعل هذا الاعتراف كفارة لذنبي ..

كل روح عزيزة على خالقها ، وليس على المخلوق فقط ،  ولذلك حرم سبحانه  أن يسلب أحد الحياة من إنسان بما في ذلك الانسان نفسه ،  بغير حق ، ولهذا حرم الخالق الجليل الانتحار ..

 والقهار اذا كانت من أسماء  الله  الحسنى ،  وهي خاصة به سبحانه ، وهو من  يقهر عباده بالموت ، واذا كانت مدحا وثناء له  ، فهي  صفة مخيفة عندما يتصف بها انسان ، ومثلبة وموضع ادانة له لأنها تفقده انسانيته ، ويتحول الى كائن اخر لا يمت للانسانية بصلة ، ولا الرحمة بنسب ، حتى وإن كان على هيئة وشكل انسان ..

فهل  يسمى إنسانا من يقتل اخيه الانسان بدم بارد ، ويتفنن في وسائل الموت  والدمار  ليقتل اكبر عدد من الارواح البريئة ،  فيستهدفهم في تجمعاتهم بالتفجير والقتل بطريقة  شيطانية  ، ويلاحق الناس  بادوات القتل والموت الى اماكن رزقهم وعملهم وفي بيوتهم ..

لقد خلق  الانسان ليس  ليُقتل ، وانما ليحيا ويعيش كما اراد له الله  بكرامة ، وقد جعل كل ما على الارض  من حيوان ونبات وجماد لخدمة هذا الكائن الذي عَده الله خليفته في الارض .. فكيف يقتل بهذه الطريقة السادية ..؟؟

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم …

{{{{{

كلام مفيد :

أنا ممتن لكل هؤلاء الذين قالوا لي لا ، لأنني بسببهم  فعلتها بنفسي ( البرت انشتاين )

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.