خُن يوماً وخذ الثاني مجاناً…!!!

 كثرة الشعراء وموت الكتاب الورقي ستجبر صاحب دار النشر على أنْ يطبع ديوانك الأول بفلوس، والثاني بسلام وفنجان قهوة.

علي السوداني منور علي السوداني

لا أدري أين التقيت مرة تلك المصادفة اللذيذة، لكن بمستطاعي الآن المجيء على تفصيلها الطيّب الذي قد يمتد ساعة. سيكون بمقدورك شرب زجاجة عصير لتحصل على الثانية مجّانا، وهذا قد يدفع الشاربين العتاة أو الحمقى الذين لا يتوفرون على تجربة، لكرع خمس زجاجات في تلك الساعة الجائزة، للفوز بخمس مجانيات مقطوعات من ضلع الدكان.

ولأنَّ الدنيا متطورة، والبضاعة كثيرة وفرص العمل شحيحة وناتج الحقل قليل، سيكون البشر على موعد جميلٍ مع وفرة من تلك العروض الكريمة، على طريقة أن تشتري زجاجة عطر واحدة فتفوز بالثانية من دون دفع سعرها. بباب الحلاّق، ستقع عيناك على إعلانٍ رحيم يقول لك أنك إنْ حلقتَ لحيتك، فسوف نحلق لك شاربكَ ببلاش. كُلْ دجاجة واحدة، وخذْ فخذين زيادة هنيئا مريئا. خُنْ دورة برلمانية واحدة، لتفوز بالثانية من دون إعلانٍ ولا صورة شوارع.

وفرة الحصاد وفيضان العمالة والمعامل، سيدفع بصاحب حمّام الهناء إلى إخبار الزبون الذي يقرر إذابة الوسخ من على ظهرهِ، أنه سيحصل على تقريظ وتدريم أظافره ضمن سعر التحميمة.

سيكون بمقدور الرئيس الطيب أن يصفع خدّ المواطن اليسار بدينار واحد، ليعبّد الطريق أمام فكرة صفع خدّ الكائن اليمين من دون أن يدفع له فلسا أحمرَ.

ابتع خروف أُضحية من بطن الجوبة، وخذ معه دجاجة قائمة على ساقين.

كثرة الشعراء وموت الكتاب الورقي، ستجبر صاحب دار النشر على أنْ يطبع ديوانك الأول بفلوس، والثاني بسلام وفنجان قهوة. ادفع للكاتب سعر ردحة واحدة، وخذ منه عشر بزخات مجانيات.

اشترِ قندرة لرجْلِك اليمين، ولكَ الشمالية مجانا. اخلع سنّ العقل بثمن، وسيتكفّل الطبيب بخلع الطاحونة على حسابه، مشروطية أن تتمّ واقعة التخليع بساعة واحدة.

ادفع سعر القميص، وشلْ معه زوجين ملونتين من جوارب نصف قدم. تزوج امرأة هذا الخميس من دنانير خزنتك الحلال، وادخل بأختها الخميس الذي يليه بيسرٍ مبين وسلامتها أُمُ حسن.

نَمْ على الذلّ هذه السنة، وسنفرش لك فراش المهانة خمس سنوات قادمات. صُمْ اليوم قدّام عين الكاميرا، وافطر غداً ببطن بيتك. اشتر أسدا وادفعْ، وسقْ معه عشرة كلاب وصخلة هدية من صاحب الغابة.

انجح بدرس الرياضيات من عرق جبينك وكدّ عقلك، ونجاحك بدرس التربية الدينية على مدير المدرسة.

نقلا عن العرب

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.