طواويس العراق.. بقلم ضياء الوكيل*

ارتفاع أسعار السيارات الفاخرة والفخمة لم يوقف زيادة استيرادها ومبيعاتها في العراق، ورفع سعر الوقود (السوبر) الخاص بها، إضافة لأسعارها الباهظة يجعل من حيازتها أمرا مكلفا للغاية، ولا يتمكن منه إلا طبقة حديثة من (الأثرياء والمهراجات والطواويس) التي تريد أن تتميز في كلّ شيء، ابتداء من (السيارة والبيت والملابس والساعات) حتّى آخر قائمة التعالي على الآخرين، ولزيادة التمييز عن السواد الأعظم من الشعب العراقي، أصبح بإمكان هؤلاء تضليل زجاج سياراتهم الفخمة مقابل رسوم تدفع للدولة بموجب تعليمات وقرارات صدرت في العام الماضي، أو الحصول على اسثناء من التعليمات.. وليس ذلك بعزيز، وهنا تكتمل الصورة (سيارات فخمة، بنزين سوبر، زجاج مضلل، وخزائن من المال القاروني)، حيث يتعمّق (التمايز أو التمييز الطبقي) الذي يقسّم المجتمع الى (غني بشكل فاحش، وطبقات فقيرة حدّ العوز والحاجة)، كل ذلك يحدث (وتقارير وزارة التخطيط في عام 2023 تشير إلى ارتفاع نسبة الفقر في العراق الى (25%)أي (ربع سكان العراق)،فيما يتحدث وزير المالية السابق في حديث متلفز ومنشور عن(وجود أكثر من ثلاثين شخصية(سياسية واقتصادية) تجاوزت ثرواتهم المليار دولار لافتا إلى أن مصدر الإثراء الكبير في العراق هو الدولة)..!!؟؟ أكثر من ثلاثين قارون يفوقون أمثالهم في كلّ من (سويسرا واليابان وماليزيا واسبانيا والسويد والسعودية والإمارات والكويت ومصر واندنوسيا وسنغافورة، ويتجاوزون مشاهير أمريكا بثلاثمئة عام)، وهذا المشهد السوريالي القاتم يثير العديد من علامات الإستفهام،ويحتاج إلى إجابات من السلطات المعنية بملف المال العام، والمؤتمنة عليه بموجب القانون، ويظهر أيضا صورة مجسمة لغياب العدالة الإجتماعية، والتوزيع غير العادل للثروات، نتيجة استفحال الفساد، وسوء التخطيط، والإدارة الفاشلة، والقحط والإفلاس السياسي، وانقضاض البعض على (الوليمة) بجوع عتيق للمال والجاه والسلطة، العراق لا يحتاج ولا يحتمل هذا العدد الكبير من الطواويس، بل يحتاج الى فضيلة النزاهة والأمانة، والتواضع والاعتدال، وتضميد الجراح والإصلاح، والعمل من أجل العدالة والحرية، وتحقيق الكرامة الإنسانية والإستقرار، والمساواة بين العراقيين، وليس العكس..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع وقيادة العمليات

شاهد أيضاً

Dead Angles.. بقلم ضياء الوكيل*

من المرجح أن يستمر النشاط العدواني الصهيوني في سوريا، ومرشح للتصاعد في لبنان، وقد (يتمدد نحو العراق وذلك غير مستبعد)، وأن يتحوّل الى حرب خفية ونشاط مخابراتي تخريبي في إيران بالتنسيق مع جماعات إيرانية معارضة ومسلحة..!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.