دانيال ليس القاتل الوحيد.. بقلم ضياء الوكيل*

إعصار(دانيال) لم يكن مفاجئا لأحد، بل كان مرصودا، ومساره متابعا بدقّة، ووجهته معروفة مسبقا، ووصوله اليها حتميا وليس محتملا، ومن ضمن المناطق الواقعة على خط تأثيره هي شرقي ليبيا، ومع ذلك استطاع أن يفتك بمدينة (درنة) المنكوبة، وأن يعيث بها خرابا وقتلا وتدمير ، ونسف سدودها المتهالكة،التي تعاني من التصدّع والإهمال وفقا لتصريحات المصادر الرسمية الليبية، هذا الإعصار المدمّر كشف عورة النظام السياسي الذي نصفه (بالسيامي) لكثرة الرؤوس المتصارعة فوق جسد السلطة والنظام الحاكم، ووضعه أمام أزمة أخلاقية، واستحقاق تاريخي، ومواجهة مكشوفة ومخزية مع التقصير والفشل في إدارة الدولة وحماية أبنائها، وهم الآن يبحثون عن كبش فداء للخروج من هذا المأزق المروّع، يضعون صورة المجاهد(عمر المختار) في مكاتبهم، ويصافحون قاتليه في ذات المكاتب..!! ويمنحوهم امتياز الاستثمار والاحتكار لثروات الشعب الليبي خلافات لشعاراتهم الثورية والنارية، وفي ذلك بعض الشبه عمّا يجري في العراق، فالشعارات تعادي أمريكا، وجولات التراخيص تفعل العكس، ووضع السفيرة الأمريكية لا يحتاج الى تعليق، ونعود الى الكارثة المدمّرة في ليبيا حيث تَحالفَ الإعصار مع الإهمال، وخلّف نكبةً وفاجعةً انسانية لا يمكن وصفها أو تقييم نتائجها قبل أن يستفيق العالم من هول الصدمة، دانيال ليس القاتل الوحيد..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام والدفاع والعمليات

شاهد أيضاً

تحوّل القوّة.. بقلم ضياء الوكيل*(تحليل)

هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي في المنطقة يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟ هل يزيد ذلك من المخاوف في وقوع حرب وقائية؟ أم أن الأمر يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..!؟

تعليق واحد

  1. وفقت ..كتابات رائعه ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.