ما الذي يجري على الأراضي السورية..؟؟ بقلم ضياء الوكيل*

روسيا الاتحادية تعيد تقييم موقفها السياسي والعسكري في ضوء التطورات الأخيرة لحربها مع أوكرانيا، وبالتأكيد لن يغيب عن ذاكرة الرئيس بوتين في هذه المرحلة التاريخية الصعبة ما أوصى به الإمبراطور الروسي ( الكسندر الثاني) بأن (ليس لروسيا سوى حليفين..هما-الجيش والأسطول)، وليس بعيدا عن هذا المعنى عندما خاطب القيصر  جنوده في قاعدة حميميم وقال لهم بالنص..(أن الأرض الأم في انتظاركم)، فهل تنبأ باستحقاق الانسحاب قبل أوانه، أم هو استجابة لنداء التاريخ، وربما تلبية لضرورات الموقف وخطورة المرحلة..؟؟ المهم أن المعلومات المحاطة بجانب كبير من السرية تشير الى أن روسيا باشرت باعادة انتشار قواتها في سوريا، ويترافق ذلك مع تقليص في حجمها، وتغيير في دورها ومهامها، وملامح هذا التوجه واضحة على أكثر من صعيد،  وهذا التحرك الذي يستجيب لخطة موسكو في حشد الموارد العسكرية والبشرية لمواصلة العمليات العسكرية المحتدمة مع أوكرانيا، سيكون له تداعيات خطيرة في الشرق الأوسط عموما وعلى الأراضي السورية بوجه الخصوص، والسؤال هنا:ما هي التداعيات المترتبة على الإنسحاب الروسي..؟؟ أولا: إعادة الانتشار سيحدث خللا في توازنات القوة السائدة في المنطقة، ثانيا: سينشغل الدب الروسي عن ممارسة دور الحَكَمْ وضابط إيقاع الأحداث في سوريا، ثالثا: ستفقد موسكو جانبا من مكاسبها التي حققتها في سوريا، وذلك ما تسعى اليه أمريكا والغرب، وسيؤدي حتما الى إشاعة حالة من عدم الاستقرار والاضطراب والفراغ الذي سيدفع بعض القوى الى التمدد وربما الصدام مع القوى الأخرى، وذلك يعني أن المنطقة مرشحة لمزيد من التوتر والتصعيد ودوامة جديدة من العنف والحروب المتداخلة، وقد تؤدي الأحداث المتسارعة الى اندلاع حرب اقليمية واسعة يجري الاستعداد والتمهيد لها على الاصعدة السياسية والاعلامية والعسكرية من قبل القوى المتصارعة على جوائز التاريخ والجغرافية، وذلك ما أشار اليه وتوقعه تقرير بعثة الأمم المتحدة الأخير الى مجلس الأمن، والعراق ليس بعيدا عن تداعياتها المُعدية والمفتوحة على كلّ الاحتمالات..  

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع والعمليات..

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.