لا شكّ أن المنطقة تعيش تحولات تاريخية كبرى، وهذه التحوّلات لا تحدث بين ليلةٍ وضحاها، لأنّ عواملها المعقّدة تنضجُ على مهل، ولا تحفر مساراتها في أدمغة الأشخاص كما يتصور البعض، إنّما في واقعِ التناقضات المتدافعه والمتصادمة في محيط بشري واسع وعميق، سادت فيه الإنقسامات والصراعات والشكوك والتصدّع، وغابت عنه قيم التسامح والتعايش والشراكه، وحلّت بدلاً عنها نزعات الخلاف والفتنه والمغامرات، والجنوح نحو الطلاق والفساد والتشرذم، حتّى بلغت القطيعه مع الحقائق حد استقواء بعض القوى على الدولة بدلا من الإستقواء بها، نحن في زمن ضاعت فيه الحصانة، وانتهكت السيادة، واستبيحت الخرائط والدماء المعصومه، واختلطت حروب الداخل بالخارج، وهذا المشهد المأزوم فتح شهيّات التوسع والأطماع لدى الدول الإقليمية القويّة والطامحه، ولم يعد خافيا أن المنطقة تعاني المخاض العسير، وما يرافق ذلك من آلآم الطلق والولاده، وأن (سايكس بيكو) جديدة ستولد على أنقاض وخراب الدول، ودماء الشعوب المستباحه… والعراق على خط الزلزال القادم..
شاهد أيضاً
يا سيفَ ذِيْ يَزَنِ..بقلم ضياء الوكيل*
موقف شجاع لم تتجرأ على مثلهِ دولٌ كبرى مثل روسيا والصين، ولا دول عربية واسلامية ما زالت تتفرج على حرب الإبادة النازية في غزّة وهي منشغلة بالتبرير والتفسير والعجز والانبطاح..