عندما تعرضت شركة أرامكو السعوديه الى الهجوم في أيلول من العام 2019، أعلن الرئيس السابق ترامب في حينها (أنّ أمريكا تعرف من هاجم أرامكو ولكننا نترك التصريح عن ذلك الى السعوديه فذلك شأنها) على حدّ وصفه، وعندما تعرضت القاعدة الأمريكيه في أربيل للقصف مساء(الإثنين 15 شباط الجاري) فأن الأمريكان يعرفون من قصف قاعدتهم وأصاب عددا من جنودهم وقتل متعاقدا معهم (وفقا لتصريحات التحالف الدولي) ما عدا الأضرار المادية والمعنويه، هم يعرفون بحكم ما يمتلكون من أجهزة رصد ومراقبه وإنذار وإستخبارات، ولا أحد يستطيع أن يصرح بدلا عنهم ويحدد هوية من هاجمهم، وذلك الموقف ينسحب على حكومة إقليم كوردستان التي تعاملت مع الهجوم بمسؤوليه وحذر، أما الحكومة الإتحاديه فلا تبتعد كثيرا عن هذا التوصيف، وفي النهايه فأن موقف جميع الأطراف يخضع للحسابات السياسيه (تصعيدا أو تهدئه)، وإذا كان تحديد هوية المهاجم يحتاج الى التحقيق والتحقق وجمع المعلومات وحسابات أخرى، فأن تشخيص أهداف القصف يحتكم للتحليل والإستنباط من خلال النظر الى مجمل الصوره والمشهد المشحون بالقلق والتوجس والتوتر، وإذا جاز لي تحديد بعض أهداف القصف فألخصها في ثلاثة نقاط وكالآتي: (أولا/ كسر حالة الأمان والإستقرار التي يعيشها إقليم كوردستان عموما وأربيل على وجه الخصوص،ثانيا/توسيع دائرة الإستهداف للمصالح الأمريكية على الأراضي العراقيه،ثالثا/ كلا النقطتين السابقتين تلتقي مع الثالثة في محاولة تغيير قواعد اللعبة في المنطقة وما جرى يدخل في إطار جس النبض وقياس ردود الأفعال وذلك موضوع يحتاج الى شرح لا يتسع له المجال)، والتحرّك الأخير ( لحزب العمال الكردستاني التركي PKK)، وما يشهده المسرح الإستراتيجي الإقليمي من تطورات وتصعيد، ليس بعيدا عن تفاصيل القصّه، وأختتم التحليل بالقول أنّ الكُلفة السياسية والتعبويه للهجوم الصاروخي على أربيل تفوق قيمة أهدافه، ولكن ذلك لا يمنع تكراره ..
شاهد أيضاً
يا سيفَ ذِيْ يَزَنِ..بقلم ضياء الوكيل*
موقف شجاع لم تتجرأ على مثلهِ دولٌ كبرى مثل روسيا والصين، ولا دول عربية واسلامية ما زالت تتفرج على حرب الإبادة النازية في غزّة وهي منشغلة بالتبرير والتفسير والعجز والانبطاح..