ما بين السلاح والسياسة.. بقلم ضياء الوكيل*

رغم الأجواء السياسية المشحونة بالترقب والقلق والتوتر والتي تسود الولايات المتحدة الأمريكية قبيل وخلال مراسيم تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن، أعلنت القيادة المركزية الوسطى في القوات الأمريكية يوم (الأحد 17 ك2 2021 )إنتهاء طلعة جوية جديدة لقاذفتين إستراتيجيتين من (طراز 52 B) حلّقتا فوق الشرق الأوسط والخليج العربي في ثاني مهمه منذ بداية العام الجديد، والخامسه من نوعها خلال الفترة القليلة الماضية، وقد ردّت إيران التي تراقب الموقف بحذر على هذا الحدث بتغريدة على تويتر لوزير خارجيتها محمد جواد ظريف قال فيها:( أن إرسال هذه الطائرات لن يخيف إيران)..  

وتعليقي على الخبر أوجزه بنقطتين: الأولى: إن ما يجري ليس أكثر من إستعراض للقوّة يحتكم الى بنود وقواعد اللعبة بين الطرفين، وبضمنها (تحاشي الإستفزاز وتجنب التصعيد)، وكلاهما تعرّض للإنتهاك وادى إلى زيادة منسوب التوتر والتصعيد في المنطقة، وفي إعتقادي أنّ تحليق (القاذفتين الأمريكيتين) يأتي في سياق الفعل ورد الفعل، والرسائل المتبادله بين واشنطن وطهران، ولكنّ لا يمكن القطع بحكم نهائي في هذا الشأن، والكلمة الأخيرة ليست للتنظير والتحليل، إنّما للميدان وتطوراته واحتمالاته، والأخطر فيها هو الخطأ الإستراتيجي غير المقصود وهو وارد ومحتمل، وغير المتوقع قد يحدث في أيّة لحظة..!!، والنقطة الثانية: أن  المؤسسة العسكرية في أمريكا وفي غيرها من الدول الغربية تمضي في مهامها ومجال عملها دون الإلتفات الى ما يجري على المسرح السياسي، والدليل أن تحركات السلاح والأساطيل والقاذفات لن يتوقف رغم الموقف السياسي المتأزم داخل أمريكا، فالجيوش لا علاقة لها بالسياسة ولا شأن لها في تداول السلطة…

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد(2012-2013)

 

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.