(بعد مرور عامين على حديث سماحة المرجع الأعلى لوكالة الصحافة الفرنسية عن/ التظاهرات،الفساد،تردي الخدمات والكهرباء،الإصلاح،داعش،التقسيم) نستذكر بِتبصّر وتدبّر (بلاغة الرسالة وعظمة النهج والنصيحة)…بقلم المستشار ضياء الوكيل*

حذر المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) من خطورة الأزمة المتفاقمة التي يمر بها العراق ومن العواقب الجسيمة إذا لم يتحقق الإصلاح الحقيقي، وقال مكتب سماحته في معرض الرد على أسئلة وجهتها وكالة فرانس بريس ( إذا لم يتحقق الإصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الأصعدة فأن من المتوقع أن تسوء الأوضاع أزيد من ذي قبل وربما تنجر إلى ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه من التقسيم ونحوه لا سمح الله) واعتبر ( إن السياسيين الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية يتحملون معظم المسؤولية لما آلت إليه الأمور لأنهم لم يراعوا المصالح العامة للشعب العراقي واهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية وتقاسموا المناصب الحكومية وفقا لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة ومارسوا الفساد المالي وسمحوا باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع فأدى ذلك كله في ظل غياب الخطط الصحيحة إلى ما نشهده اليوم من سوء الأوضاع الاقتصادية وتردي الخدمات العامة) مضيفا أنه (لولا استشراء الفساد في مختلف المؤسسات الدولة لا سيما الأمنية منها ولولا سوء استخدام السلطة ممن كان بيدهم الأمر لما تمكن تنظيم داعش الإرهابي من السيطرة على قسم كبير من الأراضي العراقية )…

بلاغة الرسالة وعظمة النهج والنصيحة…

انه النور المنبثق من بين حالكة الظلام ليبعث الأمل في النفوس التي أتعبها الصبر والظلم والمعاناة وطول الحلم، ودعوة صادقة وكلمة عادلة ونصيحة أمينة مؤتمنة لكل العراقيين.. بمن فيهم:

من أغرته السلطة واستعبده المال فنسي نفسه وتخلى عن مسؤولياته…

من يأبى أن ينصت لصوت الشعب ومعاناة المستضعفين والمظلومين…

من لا يستجيب لصوت العقل والحكمة واستحقاق المرحلة…

من يتحدي إرادة الشعب الرافضة للفساد وتردي الخدمات وسوء الإدارة…

من يكيل الاتهامات للمتظاهرين ويتجاهل مطالبهم المشروعة…

من كان سببا في استشراء الفساد وضياع الأرض والثروات…

للحكومة ورئيسها بمواصلة نهج الإصلاح ومكافحة الفساد بلا هوادة…

للمتظاهرين والمحتجين بأن يمارسوا حقهم ويوصلوا صوتهم بتحضر ومدنية…

من يضع العصي في عجلة الإصلاحات في محاولة لتعطيلها لغاية في نفسه…

هذا صوت الحكمة والرشاد والموعظة الحسنة لمن أضلّ سواء السبيل…

هذا صوت النذير لمن أستكبر وأخطأ واستمرأ الفساد والظلم والمال الحرام…

 هذا تحذيرٌ لمن يحاول عرقلة مسيرة الإصلاح بسوء العاقبة والمصير…

انه البشير المنتصر بالحق للمستضعفين والمظلومين والمنكسرين إلى الله…

لمن يحب العراق ويحرص على وحدة شعبه وأراضيه

 لمن يأبى التقسيم والفرقة والتناحر ويجمع الناس على كلمة سواء ( حب الوطن)

إنّه حديث الروح والأمل للشعب الصابر المحتسب في كل مكان وعلى امتداد خارطة الوطن أن أصبروا ورابطوا واتقوا الله فأن الخير قرين الصبر وأن يد الله مع الجماعة وفوق أيدي الفاسدين والفاشلين واللصوص ودعاة التقسيم.. والهزيمة المرّة والمؤكدة لدواعش التكفير والفتنة والعدوان… وأن العاقبة للمتقين الذين يحبون العراق وشعبه والبشرى للمخلصين البُناة والرهان دماء الشهداء والمضحين…

(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)

يا أيها البلسم الشافي لجرح الوطن الدامي.. لك العتبى حتّى ترضى..

*(مستشار إعلامي ومتحدث سابق بأسم القوات المسلحة ووزارة الدفاع وعمليات بغداد)

 

شاهد أيضاً

قراءة (تحليلية) للوضع في المنطقة.. بقلم ضياء الوكيل*

على الرغم من ارتفاع مستوى التوتر والقلق في الشرق الأوسط، وانعكاس ذلك على أسعار النفط والتأمين والأسواق، إلا أن ذلك لا يعني أن الحرب وشيكة في المنطقة..