رئيسا الأركان ( ألأردني – السعودي) في بغداد..(استحقاق ما بعد تحرير الموصل والسيناريو المحتمل) تحليل بقلم المستشار ضياء الوكيل

زيارة رئيس أركان الجيش الأردني لبغداد (يوم الأربعاء 19 تموز 2017) تعبّر عن إرادة سياسية عليا في كلا البلدين الشقيقين لتطوير العلاقات الثنائية على الأصعدة كافة بما فيها العسكرية والأمنية والإقتصادية، ومن الجانب العراقي فأن هذا الإنفتاح يستجيب لاستحقاقات ما بعد تحرير الموصل والتي تقتضي التعاون مع دول الجوار في مجال مكافحة الإرهاب ومواجهة التطرف ونبذ الأفكار الهدامة وتعزيز التنسيق في مجال تبادل المعلومات الإستخبارية وملاحقة المطلوبين ومسك الحدود وبما يخدم مصالح شعوب المنطقة وأمنها واستقرارها عموما وشعبي الأردن والعراق على الخصوص، وليس بجديد إن قلنا أن طاولة البحث تطرقت لملفات الطريق البري الدولي( بغداد-عمّان)وتأمين الحدود المشتركة (181 كم) تمهيدا لفتح معبر طريبيل الحدودي بين البلدين إضافة للتعاون الأمني والإستخباراتي والإستشاري والتدريبي وملفات أخرى ذات صلة بالجهد الأمني والعسكري، وهذه الزيارة تؤكد سياسة العراق المنفتحة والقائمة على الإحترام المتبادل وعدم التدخل والنأي عن الصراعات والمحاور التي تعصف بالمنطقة والتعاون لمواجهة خطر الإرهاب والتطرف وتداعياته المحتملة.. وفي هذا السياق تندرج زيارة رئيس الأركان السعودي لبغداد يوم الخميس 20 تموز الجاري على رأس وفد عسكري كبير لبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك وقبلهما زيارة وفد عسكري سوري لبغداد وزيارة وزير الداخلية العراقي للرياض..

والقراءة التحليلية الأولية لهذه التحركات يمكن وضعها في اتجاهين مختلفين وكالآتي:

الأول: يؤشر لنا أنّ النصر المؤزر في الموصل والإنجازات العسكرية التي حققتها القوات المسلحة العراقية في قواطع العمليات وسياسة العراق المتوازنة تلقى ترحيبا من الأشقاء والأصدقاء وصداها الإيجابي يترجم على الأرض زيارات متبادلة ولقاءات واتفاقيات ثنائية تمهد لمرحلة جديدة من العلاقات أساسها التعاون وبناء الثقة والانفتاح على الجميع..

الثاني: لا يمكن ألنظر لتلك الزيارات بمعزل عن ما تشهده المنطقة من صراع على النفوذ والهيمنة والسيطرة بين القوى الكبرى ومراكز القوى الإقليمية ولذلك فأن أي تنسيق وإن كان على المستوى السيادي والوطني ليس ببعيد عن نظر الرئيس الأمريكي وفريقه الأمني والسياسي الذي يرى ضرورة انسجام أي اتفاق مع مصالح وخطط الإدارة الأميركية والتحالف الغربي في المنطقة وأن يستجيب لتوصيفها الآتي:

  1. معالجة أسباب (الإضطراب الإقليمي) 
  2. إستراتيجية الحرب على الإرهاب 
  3. مرحلة ما بعد داعش 
  4. إعادة ترتيب أوراق اللعبة في المنطقة 
  5. تحاشي الإصطدام بين الحلفاء المختلفين

أذن نحن أمام ملامح مرحلة جديدة لا زالت قيد التبلور والنضوج وربما تحتاج المزيد من الوقت لمعرفة التفاصيل… والعرب تقول الإنتظار خيرُ مستشار..

 

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..