انها لخامسة الخمسة… بقلم علي السوداني

يا‭ ‬لهذه‭ ‬الرعية‭ ‬الطائفية‭ ‬المريضة‭ ‬البائسة‭ ‬التي‭ ‬تقتل‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها‭ ‬،‭ ‬فالشيعة‭ ‬هاجموا‭ ‬زيارة‭ ‬ترامب‭ ‬الى‭ ‬السعودية‭ ‬وقممها‭ ‬الثلاث‭ ‬ونتائجها‭ ‬المعلنة‭ ‬والمخفية‭ ‬تحت‭ ‬الطاولة‭ ‬،‭ ‬قولاً‭ ‬معلناً‭ ‬أو‭ ‬سكوتاً‭ ‬مثل‭ ‬تقية‭ ‬محسوبة‭ ‬،‭ ‬والسنّة‭ ‬رحبوا‭ ‬بالزيارة‭ ‬ومتونها‭ ‬وهوامشها‭ ‬قولاً‭ ‬معلناً‭ ‬أو‭ ‬سكوتا‭ ‬مثل‭ ‬تقية‭ ‬محسوبة‭ ‬أيضاً‭ ‬،‭ ‬والكلام‭ ‬عن‭ ‬ايفانكا‭ ‬وفنجان‭ ‬القهوة‭ ‬المرة‭ ‬وأمّها‭ ‬ميلانيا‭ ‬ونطاقها‭ ‬الذهبي‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬السياسة‭ ‬وطبخاتها‭ ‬وتحولاتها‭ ‬المثيرة‭ .‬

2

لم‭ ‬تخرج‭ ‬قمم‭ ‬الرياض‭ ‬وما‭ ‬حولها‭ ‬بتعريف‭ ‬صحيح‭ ‬وعادل‭ ‬لمفهوم‭ ‬الارهاب‭ ‬،‭ ‬باسثناء‭ ‬التوسعة‭ ‬الشجاعة‭ ‬والذكية‭ ‬التي‭ ‬تلاها‭ ‬الرئيس‭ ‬الناصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬وأراد‭ ‬بها‭ ‬لفت‭ ‬النظر‭ ‬الى‭ ‬مسألة‭ ‬الارهاب‭ ‬الذي‭ ‬تمارسه‭ ‬دول‭ ‬وليس‭ ‬مجموعات‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬بائن‭ ‬وواقع‭ ‬حيث‭ ‬ثمة‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية‭ ‬تدعم‭ ‬الارهاب‭ ‬وتموله‭ ‬وتستعمله‭ ‬كورقة‭ ‬لعب‭ ‬قذرة‭ ‬تخدم‭ ‬سياساتها‭ ‬وجشعها‭ ‬ونفوذها‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬ثمنه‭ ‬دماء‭ ‬ودموع‭ ‬ومستقبل‭ ‬الأبرياء‭ .‬

3

في‭ ‬باب‭ ‬الارهاب‭ ‬الكوني‭ ‬فإن‭ ‬الكاميرا‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬مصوبة‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬،‭ ‬والحق‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الارهابي‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬متميزاً‭ ‬عن‭ ‬الارهابي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الّا‭ ‬باستعمال‭ ‬أداة‭ ‬القتل‭ ‬وتبريرها‭ ‬فالأول‭ ‬يستعمل‭ ‬السكين‭ ‬والسيارة‭ ‬المفخخة‭ ‬في‭ ‬قتل‭ ‬ضحاياه‭ ‬الأبرياء‭ ‬،‭ ‬والأمريكي‭ ‬يستعمل‭ ‬القنابل‭ ‬النووية‭ ‬واليورانيوم‭ ‬المنضب‭ ‬والفسفور‭ ‬الأبيض‭ ‬وتمويت‭ ‬الضحايا‭ ‬بقطع‭ ‬الدواء‭ ‬والغذاء‭ ‬عنهم‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬قتلت‭ ‬أمريكا‭ ‬المجرمة‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬عراقي‭ ‬بالحصار‭ ‬والحرب‭ ‬والغزو‭ .‬

4

هذا‭ ‬هو‭ ‬الفرق‭ ‬البائن‭ ‬بين‭ ‬العربيّ‭ ‬المستسلم‭ ‬لمصيره‭ ‬،‭  ‬والذئب‭ ‬الإسرائيليّ‭ ‬المتحفز‭ ‬،‭ ‬فعندما‭ ‬حطَّ‭ ‬ترامب‭ ‬فوق‭ ‬أرض‭ ‬العرب‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬حصاده‭ ‬المعلن‭ ‬هو‭ ‬مئات‭ ‬مليارات‭ ‬الدولارات‭ ‬الدسمة‭ ‬التي‭ ‬ستجلب‭ ‬وظائف‭ ‬مفرحة‭ ‬للأمريكان‭ ‬،‭ ‬وعندما‭ ‬نزل‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬اللقطاء‭ ‬ولملوم‭ ‬إسرائيل‭ ‬الغازية‭ ‬المفلسة‭ ‬التي‭ ‬تشكّل‭ ‬عبئاً‭ ‬على‭ ‬جيب‭ ‬المواطن‭ ‬الأمريكي‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬أكد‭ ‬لهم‭ ‬بأنه‭ ‬بصدد‭ ‬دراسة‭ ‬زيادة‭ ‬المعونة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لها‭ ‬والبالغة‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ ‬،‭ ‬ونقل‭ ‬سفارة‭ ‬أمريكا‭ ‬الوغدة‭ ‬الى‭ ‬القدس‭ ‬المحتلة‭ .‬

5

أما‭ ‬خامسة‭ ‬مكتوبنا‭ ‬فهي‭ ‬مستلة‭ ‬من‭ ‬دفتر‭ ‬رمضان‭ ‬ونقول‭ ‬فيها‭ ‬للناس‭ ‬صوموا‭ ‬تصحوا‭ ‬وقد‭ ‬كتب‭ ‬الأمر‭ ‬عليكم‭ ‬كتاباً‭ ‬مكتوباً‭ ‬ولكم‭ ‬فيه‭ ‬ثواب‭ ‬وصحة‭ ‬وعافية‭ ‬وطمأنينة‭ ‬،‭ ‬مشروطية‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬الصيام‭ ‬فقط‭ ‬عن‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬،‭ ‬فلا‭ ‬صيام‭ ‬للموظف‭ ‬المرتشي‭ ‬والوزير‭ ‬الحرامي‭ ‬والتاجر‭ ‬المحتكر‭ ‬الغشّاش‭ ‬والمزور‭ ‬الكذاب‭ ‬والخائن‭ ‬،‭ ‬وأيضاً‭ ‬بطلان‭ ‬صيام‭ ‬الأديب‭ ‬والفنان‭ ‬الذي‭ ‬يلمّع‭ ‬وجه‭ ‬الحاكم‭ ‬الحرامي‭ ‬المجرم‭ ‬،‭ ‬وآخرين‭ ‬الله‭ ‬يعلمهم‭ ‬وقد‭ ‬لبسوا‭ ‬أقنعة‭ ‬ووجوه‭ ‬زائفات‭ ‬مضللات‭ .‬

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...