أيها السادة تنظيف السلّم يبدأ من الأعلى إلى الأسفل… بقلم نهاد الحــديثي

يقاس تقدم الدول أو تخلفها بمدى احترامها للقوانين وتطبيقها، فهناك دول طُبق فيها القانون على الجميع بدون استثناء، وأخرى لديها القوانين ولكنها لا تطبقها على الجميع، والأخيرة هي الدول المتخلفة، قبل ايام اتهمت رئيسة البلاد في كوريا الجنوبية بالفساد والرشوة ومنحها صلاحيات لاحدى صديقاتها، ولم يمنع توليها منصب الرئيس أن تكون بمنأى عن القانون، ولكن القانون طبق عليها وأجبرت على ترك منصبها ودخلت السجن كحال بقية المسجونين!!! فبعد استقلال سنغافورة من بريطانيا عام 1963 كانت تلك الدولة تعيش في جو فساد كبير وكان كل شيء يتم بالرشوة ومخالفة القوانين، ولكن عندما جاءهم قائد يحب وطنه وشعبه، وهو الرئيس المؤسس لي كوان يو ومجموعته الصالحة، استطاعوا أن ينقلوا سنغافورة من دولة متخلفة إلى دولة من دول العالم الأول المتقدم، كل ذلك بفضل تطبيق القوانين على الجميع ، بدأ الرئيس السنغافوري بتطبيق القانون على أحد وزرائه، الذي اتُهم بالفساد وأدخل السجن بعد محاكمة عادلة، وكانت تهمة الوزير أنه قبل دعوة أحد رجال الأعمال لقضاء أسبوع كامل على نفقة رجل الأعمال، بعد تلك الحادثة أخذ الفساد يتناقص تدريجيا في تلك الجزيرة الصغيرة، وعندما سئل السيد لي كوان يو عن كيفية القضاء على الفساد في بلاده، أجاب بأن مكافحة الفساد مثل تنظيف السلم يبدأ من الأعلى إلى الأسفل،،، وفي بلادنا نترك حيتان الفساد ونزج بصغار الموظفين في السجون!!! نحن في بلادنا لدينا دستور، وقوانين تنظم العلاقات والحقوق والواجبات، ولكن حيتان الربح من الانترنت الفساد واباطرة الجريمة لا يحترمونه وهم بمنأى عنه، هم لايحترمون الحكومة ولا قوانينها ، نهبوا ثروات البلاد واستغلوا مناصبهم مازالوا أحرارا يتنقلون بسياراتهم وحماياتهم و لم تطلهم يد القانون، والبعض منهم هارب في الخارج وهناك محاولات لإحضارهم لمحاكمتهم،، تبقى حقيقة واحدة نعاني منها بأن، غالبا، الأشخاص الشرفاء والأمناء في بلادنا يلقون مضايقات وهجوما عليهم، بينما الذين يكسرون القوانين وينهبون خيرات البلاد يسرحون ويمرحون !! ونتساءل كيف تقنع الذباب بأن الزهور أفضل من القمامة!! وكيف تقتع مزدوجي الجنسية بان عراقنا هو الوطن والعطر والانتماء!! وكيف تقنع الخونة بان الوطن اغلى من المال !! وفي النهاية، لا يصح إلا الصحيح. فإذا أردنا دولة متقدمة فعلينا بتطبيق القانون على الجميع ومحاكمة كل من يسيء وينهب ثرواتتا وخيراتتا، لأن الثروات ملك للشعب والأجيال الحاضرة والمستقبلية، تبا للفاسدين والسراق والمجرمين، اللهم احفظ عراقنا من كل مكروه ويكفينا شر الأشرار الطامعين.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...