من وحي الفيسبوك واخوانه بالرضاعة… بقلم علي السوداني

ali-sudani

الحياة حلوة من دون فيسبوك . كيدُ الرجال الفيسبوكيين عظيم . كيدُ النساء الفيسبوكيات رهيب والله رهيب . للوردةِ الألكترونيةِ عطرُ المعنى . القُبلة الألكترونية لا تُبطل الصلاة . على السيد مارك عدم منح صفحة لكلّ اسمٍ مستعار أوصورة مزيّفة . الموقف الإنسانيّ الشريف على البريد الخاص ليس موقفاً شجاعاً . الإرهاب الفكريّ الألكترونيّ الرجيم ، هو جرمٌ تحت طائلة القانون . يجوز للرجل العشقُ الألكترونيّ العذريّ ، مثنىً وثُلاث ورُباعَ . للمرأة تمام حظّ الذكر من الإعجاب والردّ والمواساة . يجوز استعمال اسم مستعار لكل من يريد ايصال فكرة وطنية انسانية حبية شريفة نقية ثورية ، لكنه يخاف على حياته من هتلية المحمية الخضراء وذيولها ببغداد المريضة حتى الآن . شهوة اللايكات عند بعضهم ، أعظم من شهوة الحقّ .

مناضلون ثوريون زاهدون مقاتلون على صفحاتهم ، خانعون مرتزقون سماسرة تالي الليل ووجه الصبح . واحد عنوانه الفيسبوكي بالعربي المكسّر هو ، قبر وبصفّه نقرة وطسّة ، البارحة طلب صداقتي . نشر صور مرعبة ومأساوية للضحايا ، يجعلك تكفر بمارك الطيب الذي اخترع دوخة الفيسبوك . المبالغة في اشهار المناسبات الاجتماعية الكثيرة ، صار مثل جبل على القلب ، وصاحبك زعلان عليك لأنك لم تجبر خاطره بنصف سطر ، على باب الذكرى الرابعة لوفاة جدته من صوب الأُم . واحد يرسل اليك رسالة مغناة متحركة ملونة ، ويطلب منك اعادة ارسالها إلى عشرة من صحبك الفيسبوكيين ، ويحذرك إنْ لم تفعل ذلك ، فإنَّ عباس البياتي سيأتيك بالحلم ويركب على قلبك التعبان . وحدة تريد مني اصدار فتوى ملزمة لأتباعي ، لتحريم الخيانة الألكترونية ، وجعلها تحت طائلة القانون الحاسم ، حالها من حال الخيانة الحقيقية . واحد صانع صفحتين على الفيسبوك ، صفحة اسمها كرجية المتحررة ، والثانية اسمها عبد القهار سبع الليل . أدباء وفنانون أصدقاء معتقون ، طلبوا مني أن لا أذكر أسماءهم حتى مدحاً وحمداً ،  كي لا تنقطع عنهم امدادات المعدة وبركات المحمية الخضراء وأخواتها بالدفع الدسم الحرام . الفيسبوك الآن هو أعظم نموذج عملي وفكري ، لإنتاج دراسة ضخمة جداً ، عن الشخصية الرافدينية المفصومة المريضة . واحد صديق يطعنك في الظهر ، ثم يقوم بتوزيع اثم دمك الطاهر على القبائل . سنة حلوة أحبتي أينما كنتم ، في تنور البلاد العليلة الساخن ، أو في وحشة الشتات العظيم .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...