الإستثمار في الكلمة… بقلم طالب سعدون

%d8%b7%d8%a7%d9%84%d8%a8-%d8%b3%d8%b9%d8%af%d9%88%d9%86

الاعلام استثمار تتسابق فيه الدول اليوم ، وتنفق فيه المليارات ، ليس لهدف مادي بحت ، وإن كان البعض يبحث عنه ضمن هذا الكم الهائل من الوسائل الاعلامية ،  بل  (لربح معنوي ، يتمثل في كسب الراي العام ، وتغييرالصورة وتحسينها في نظر الاخر ، لكسب المؤيدين ) ، ومن يتوجه اليه الخطاب الاعلامي …

 ولكن هذا الاستثمار  لا يكون ناجحا ، اذا اعتمد التضليل ، ولا يعطي عائدا مجزيا ، ان لم تكن أداته كلمة صادقة ، تخط  بقلم شريف ، ويرتقي الى  قيمة قسم الله سبحانه وتعالى به ( ن والقلم وما يسطرون .. ما أنت بنعمة ربك بمجنون ) ….

ولذلك كان له دوره المعروف في اعلاء كلمة الاسلام  ، وابلاغ رسالته الى الانسانية  ..

وفي السياسة…الاعلام قوة ناعمة ، ومركز قوة وجذب  عالية في الداخل  لقضايا الوطن والبناء ، ويمارس مهمة السفيرلبلاده في العالم  كله ، فيكون مصدر إشعاع الى الخارج ..

والاعلام يلعب  دورا مهما واساسيا  في توضيح الامور،  ويساعد في عملية الفهم لها من قبل الجمهور بما يوفره من معلومات مفيده تساعده في تكوين صورة حقيقية عنها  لكي يتخذ موقفا تجاهها .. أي بمعنى  أنه يلعب دورا قياديا في تكوين الرأي العام او توجيهه الوجهة التي يخطط لها صاحب القرار ..

ومهمة الاعلام في الدول المتقدمة اصبحت اليوم  تتجاوز السلطة  المعنوية ليكون أحد روافد  ومراكز صنع القرار فعلا بما يقدمه لصناع القرار من معلومات ربما تكون غائبة عنهم ، أو يتجاهلونها عن عمد فيقدم لهم تفاصيلها وقيمة تأثيرها ليلتفتوا اليها ….

والاعلام تراه  اليوم حاضرا في الصراع  بين مراكز القوى داخل الدول  الكبرى وخارجها ايضا ، وغالبا ما يكون الفوز والغلبة لمن يقف الاعلام الى جانبه  …

ولذلك تتسابق الشركات الكبرى في العالم  في الوصول اليه ، وتديره او تساهم فيه بالتمويل ، او التوجيه ، والدول كذلك ممثلة  بمراكز صنع القرار فيها  تراها ايضا حاضرة  فيه بهدف مركزي  موزع على المراكز ، وكل مركز فيها  يمارس دوره المرسوم له في هذا الجزء او ذاك من الاعلام …

ولكن …

اذا اريد للاعلام أن يكون قوة ناعمة كبيرة  فهو بحاجة الى امكانات تتجاوز قدرة الفرد ، أو المؤسسة الاعلامية نفسها ..

فأين نحن مثلا من ذلك .. وكيف نطلب من الاعلام أن يرتقي بمهته الى مستوى الدول المتقدمة ، او في الاقل يمارس دوره بمهنية عالية ، واداء راق يناسب قيمة ما يتناوله ،، دون دعم للعاملين فيه  ، والصحفيين وللكتاب من حيث مستوى الاجوروالمكافآت والدعم لمؤسساتهم بكل اشكاله ، بما يناسب دورهم الكبير في صناعة الراي .. فقد تجد من بينهم مثلا من يعمل بأجر أقل  بكثير من حقه  واستحقاقه ، أو يكتب بلا مقابل تقديرا لظروف الصحيفة المالية الصعبة ، او يتقاضى  مكافأة شهرية  عن كتاباته ، لا تتجاوز قيمة الاشتراك  الشهري للانترنيت في بيته وهو من مستلزمات عمله ، ووسيلته لايصال مقاله الى الجريدة …أو أن يسري التقشف على مكافآة الصحفيين  فتحذف من  الموازنة العامة ، وهي مبلغ بسيط لا يرتقي أبدا الى مهمة الاعلام والصحافة ودورهما في تعزيز الوحدة الوطنية ، وهي السلاح الامضى  اليوم في الدفاع عن القضايا الوطنية….

اين نحن من ذلك … وهناك مؤسسات صحفية توقفت بسبب الوضع المالي الصعب ، واخرى مهددة بالتوقف في اي وقت تستنفد ما لديها من مال …

الاعلام قوة  ناعمة للدول ، ولا يقل اهمية عن القوة العسكرية  والاقتصادية … فكل له مجاله واختصاصه …

واعلام هدفه خدمة المجتمع وتحقيق مصلحته العليا جدير بالاحترام والرعاية المناسبة التي ترتقي الى دوره وتقدر أهميته.

{{{{{

كلام مفيد :

يهب الله الطيور غذاءها ، لكن لا بد أن تطير حتى تصل اليه ( مثل هولندي ) …

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...