الخلافات مستمرة خلف الكواليس بين عمان والدوحة..!!!

لندن – “راي اليوم” – خاص:

حوار صريح ورسالة سمعها السفير القطري: لا نطالبكم بحصتكم من “المنحة النفطية”… خففتم في “الجزيرة” وتدعمون وتمولون عدة “جزر”  في الإعلام الأجنبي تتحرش بنا

وجه مسؤول اردني بارز للسفير القطري في عمان ملاحظات واضحة تحدد عمليا طبيعة الموقف الاردني من الخلافات الصامتة بين البلدين خصوصا وان الطاقم الاقتصادي في الحكومة الاردنية بدأ يعد اوراقه لمناقشة السيناريوهات المحتملة بعد انتهاء فترة المنحة الخليجية الاولى لمدة خمس سنوات.

وعلمت “راي اليوم” بان السفير القطري الجديد الشيخ بندر بن محمد العطية حاول بصعوبة الاشارة لعدم وجود استهداف مقصود من قبل وسائل الاعلام في بلاده وتحديدا قناة الجزيرة للأردن والاردنيين.

لكن جواب المسؤول الاردني كان عبر الاشارة، لان المسالة تتعدى محطة “الجزيرة” الى رعاية تفريخ عدة نسخ خارج الدوحة، وتحديدا في بعض الدول الاوروبية من “الجزيرة” نفسها عبر وسائل اعلام اتهم المسؤول قطر برعايتها وتمويلها، وتستهدف تشويه الاردن والاساءة لقيادته، ونشر محاضر مزعومة توحي بان العلاقات غير ودية.

وعندما قال السفير القطري بان بلاده لا توجه ولا تأمر ولا تتدخل بوسائل الاعلام، اجابه المسؤول الاردني بالعبارة التالية: كلامك صحيح فلا حاجة للتدخل ما دام التمويل من حكومتكم اصلا.

واجتهد سفير الدوحة في ذلك اللقاء الحواري الساخن لكي يظهر ان عمان هي المسؤولة عن الخلافات وعن امتناع دولة قطر قبل اكثر من اربع سنوات عن دفع مبلغ يساوي مليار وربع المليار هو عمليا حصة الدوحة في المنحة الخليجية التي تقررت عام 2011.

هنا اكد المسؤول السياسي الاردني بان عمان لن ترفض بطبيعة الحال المنحة الخليجية ولا الجزء القطري منها، لكنها لن تطلبه ايضا، مشيرا لقرار سياسي اتخذته الحكومة بان لا تطلب الحصة القطرية من المنحة النفطية من الاخوة القطريين اطلاقا وتحت اي ظرف وعلى اساس ان هذا الموضوع شأن قطري.

 وتنتهي الولاية الزمنية لمنحة الخليج المقررة للأردن في نهاية شهر ديسمبر من العام الحالي وهي بقيمة خمسة مليارات دولار، موزعة على اربعة دول هي السعودية والامارات والكويت وقطر.

قطر هي وحدها التي امتنعت عن دفع حصتها في القرار المشار اليه، فيما تسعى عمان لتجديد هذه المنحة مع بداية العام الجديد، وسط تفاؤل بان تخصص المملكة العربية السعودية كما حصل عام 2011 الحصة المتفق عليها في تجديد المنحة الامر الذي سيساعد في تجديدها من جانب دولتي الامارات والكويت.

والقرار الاردني الضمني هنا عدم المطالبة اطلاقا لا تصريحا ولا تلميحا بان تدفع قطر حصتها المقررة في الماضي وان كانت عمان ترحب بمثل هذه الخطوة لو حصلت.

 قبل ذلك المح المسؤول الاردني وفي نفس الحوار مع السفير القطري الى ان خطوات انفتاح ايجابية تم توجيهها دون فائدة ودون رد ايجابي من الجانب القطري، مثل زيارة قام بها وزير الداخلية سلامة حماد للدوحة ومحاولات تواصل عبر رئيس الاركان الاسبق مشعل الزبن مع تلميح مباشر بان التجاوب القطري كان ضعيفا.

 موقف عمان من الازمة الصامتة المستمرة مع قطر يؤشر على فقدان الامل بمعالجة الخلافات الباطنية بين الجانبين دون الحرص بنفس الوقت على معالجتها، ودون ان تتخذ عمان، براي مصادر قطرية، اتجاهات وسياسات تساعد على البحث عن قواسم مشتركة وتدفع باتجاه نبذ الخلافات او تجاوزها، او حتى التلاقي عند مساحات معتدلة عند بعض الملفات السياسية مثل الازمة السورية وتفصيلاتها، والموقف من حركة حماس، ومن الرئيس محمود عباس، ودور الاردن في دعم التحالف المناهض لـ”الدولة الاسلامية” في العراق وسوريا.

شاهد أيضاً

أول راتب وذكريات لا تنسى.. بقلم ضياء الوكيل

لا يخلو العراق من أهل الخير والضمائر الحيّة (والحظ والبخت)كما يقال، لكنهم كالقابضون على الجمر في زمن الفساد والفتنة..