بانتظار معجزة موفّق الربيعي…!!! بقلم علي حسين

الكاتب علي حسين

حسم النائب موفق الربيعي الجدل حول الفساد الذي ينخر جسد الدولة العراقية ،فقد أكد وأقرّ بأنّ أولاد النبي نوح هم السبب ، فلماذا إذن ياسادة ياكرام تتعلقون بسارية سفينة الرجل المؤمن وتتركون العاصي الذين جاءت به الآية الكريمة :” إِنه ليْس منْ أَهْلِكَ إِنَّه عمل غيرُ صَالِح ” ، بهذه اللفتة حاول مستشار الامن القومي السابق ، أن يمارس السياسة ، لكنه للأسف لايملك من بضاعة الكلام سوى الشعوذة والهروب فوق سحابة من الأكاذيب والمبررات التي لاتقيم معنى ولا تجيب على سؤال مهم : من هؤلاء ؟ يجيب الربيعي : ” الشخص المعني هو عبد الأمير باقر ، لكنه ليس من أهلي ، وإنه عمل غير صالح ” ، ثم يروي لنا حكاية التائب عبد الامير الذي صحا ضميره بعد أن تبين له أنه مشمول بالعفو ، ” ففي النهاية هو شقيقي ، لكنني لم أُعيّنه فهو موجود في مستشارية الأمن القومي قبل أن أتسلمها ” 

هذه الحكاية باختصار، رواها الربيعي بأريحيّته المعهودة لملايين العراقيين ، لكنه كعادته حاول أن يتلاعب بالتواريخ ، ففي الحكاية الحقيقية وليست الخيالية ، نقرأ أنَّ موفق الربيعي عُيّن مستشاراً للأمن القومي عام 2004 ، بينما عُيّن شقيقة الذي ليس من أهله عام 2005 ، بأمر صادر عن المستشار نفسه ، وفي الوثائق التي نشرتها هيئة النزاهة تبيّن أنّ عبد الامير كان يعمل في شركة نفط البصرة ، وتم نقله إلى مستشارية الأمن الوطني ليعمل مديراً لمكتب الربيعي ومسؤولاً عن المشتريات ،واستمر بالعمل إلى أن صدرت بحقه مذكرة إلقاء قبض بتهمة سرقة وتلاعب بأموال مخصصة لشراء سيارات مصفحة وملابس وتجهيز طعام لمنتسبي الأمن القومي .
هذا هو الجانب الواقعي في القصة ، التي أراد السيد الربيعي أن يضعها في زاوية مظلمة ويغلق عليها باب النسيان .
في مرات كثيرة كتبت عن الربيعي وقلت، ، إن هذا رجل مولع بالحركات السينمائية ولقطات الأكشن ، وفي كل تصريح نجد ذلك الإصرار في البحث عن لقطة مثيرة يستدرّ من خلالها آهات الإعجاب ، طلباً لمجدٍ شخصي زائف، وتتذكرون عروض “الشو” المثيرة التي يقدمها بين الحين والآخر ابتداءً بحبل صدام ، وليس انتهاءً بالدعوى القضائية التي يريد أن يرفعها ضد بوش ،لأنه احتلّ العراق ، وهو الذي كان لا يذهب إلى النوم قبل تقبيل وجنتَي المستر بريمر ، في كل حادثة يكون الدجل سلاحاً وحيداً يلازم تصريحات العديد من الساسة  في محاولة لإثبات صورة السياسي العارف ببواطن الأُمور ، هو الأول في الأمن ، والسياسة والستراتيجيّات والمعرفة ، كما هو الأول في التاريخ والجغرافية  .
في زمن تتدفّق فيه شلّالات الانتهازية وتحفر الطائفية فيه أنهاراً من الدم ، وتستبدل دولة المؤسسات بالعشائر ، لا يجب أن نُفكّر في ما قاله الربيعي ،
بل في الظاهرة التي جعلت من دجّالين ، يتسلّمون أخطر مناصب في دولة ، تكالب عليها السرّاق والقتلة!

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...