هل تتدخل تركيا عسكريًا في الموصل…؟؟

%d9%82%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%aa%d8%b1%d9%83%d9%8a%d8%a9

صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في خضم حديث إعلامي أن العراق بحاجة إلى عملية مشابهة لعملية درع الفرات التي انطلقت في شمال سوريا، مشيرًا إلى أن حل مشكلة الموصل يمر عبر الاستماع إلى وجهة نظر تركيا، داعيًا الحكومة العراقية، والدول المؤثرة في المنطقة إلى دعم مبادرته.

فيما تتدوال وسائل إعلام عربية وتركية أنباء تنقلها عن “مصادر تركية مطلعة” تقول إن حكومة أنقرة تستعد لعملية عسكرية بالمستقبل القريب في الموصل بشمال العراق، على غرار عملية درع الفرات في شمال سوريا، بعدما صرح الرئيس التركي بأن العراق بحاجة إلى عملية مشابهة لدرع الفرات.

تعيد هذه التصريحات والأنباء إلى الواجهة مرة أخرى، الجدل حول مسألة مدى إمكانية حدوث تدخل تركي عسكري مباشر في معركة تحرير الموصل القادمة أمام تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

التواجد العسكري التركي في العراق

من المعلوم أن لتركيا تواجد عسكري حالي بالفعل على الأراضي العراقية، حيث يوجد عشرات من الجنود والمدربين الأتراك في مدينة بعشيقة شمال الموصل، وتقدم أنقرة من خلالهم تدريبًا عسكريًا لقوات البيشمركة الكردية والقوات العشائرية المشاركة في المعارك أمام تنظيم الدولة الإسلامية، ويتمركز هؤلاء الجنود الأتراك شمال العراق منذ سنتين ونصف في إطار اتفاق بين الحكومة التركية وحكومة إقليم كردستان العراق لتدريب قوات البيشمركة الكردية.

كما يذكر أن مدربين أتراك إضافيين وصلوا إلى معسكر في المنطقة نهاية العام الماضي برفقة قوة حماية تركية، وهو الأمر الذي أثار غضب الحكومة العراقية التي قالت إن هذه القوات دخلت محافظة نينوى “بادعاء تدريب مجموعات عراقية” من دون طلب أو إذن من السلطات الاتحادية العراقية، وهو ما اعتبروه حينها خرقًا لسيادة البلد، ولا ينسجم مع علاقات حسن الجوار بين العراق وتركيا، حسب تعبير بيان حكومي.

(150 جنديًا تركيًا ونحو 30 دبابة انتشروا في منطقة بعشيقة شمالي الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”)
 

بينما نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية عن مصادر تركية، تأكيدها أن القوات التركية تساندها دبابات وصلت محيط مدينة الموصل حينها في إطار مهمة لتدريب قوات إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي.

وأوضحت الوكالة شبه الرسمية أن 150 جنديًا تركيًا ونحو 30 دبابة انتشروا في منطقة بعشيقة شمالي الموصل الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، وحسب المصادر ذاتها، فإن تركيا نشرت هذه القوات لاستبدال قوات كانت موجودة أصلًا في شمال العراق.

هل تقود تركيا “درع الفرات” العراقية؟

منذ أن وصلت ثلاثة أفواج من القوات التركية مزودة بأسلحة ثقيلة، إلى معسكر الزلكان في أطراف مدينة الموصل، وثمة احتمالية كبيرة تردد بأن القوة التركية تتهيأ للمشاركة ضمن قوات التحالف الدولي في تحرير مدينة الموصل من سيطرة داعش.

(تتحدث مصادر دولية على أكثر من صعيد عن قرب التوصل إلى اتفاق لشن عملية عسكرية موسعة ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوري)ا
 

ولكن مع تتابع الأحداث لم يحدث أي تقدم يفيد باحتمالية وقوع هذه الفرضية على المدى القريب، سوى بعد انطلاق عملية درع الفرات في الشمال السوري، وأمر تصريحات الرئيس التركي الأخيرة التي تتحدث عن إمكانية تكرار سيناريو درع الفرات ولكن هذه المرة في العراق.

يدعم تلك الفرضية حاليًا أنه ثمة رغبة دولية في شن هجوم متوازي على معاقل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في مدينتي الموصل العراقية، والرقة السورية، وبالطبع ستكون تركيا في مقدمة الدول المرشحة لقيادة مثل هذه العمليات المدعومة دوليًا، خاصة وأن لتركيا تواجد عسكري حالي في سوريا والعراق يمكن تدعيمه بتوافق دولي وإقليمي.

كما تتحدث مصادر دولية على أكثر من صعيد عن قرب التوصل إلى اتفاق لشن عملية عسكرية موسعة ضد تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا، بمشاركة تركيا والولايات المتحدة ودول عربية على رأسها السعودية وقطر.

ووفقًا لهذا السيناريو المقترح، فإنه يستند على اجتماع مجموعة أصدقاء سوريا الذي جرى مؤخرًا في العاصمة البريطانية لندن، وتمخض عن اتفاق الدول المشاركة فيه على حتمية التدخل بعملية عسكرية للقضاء على التنظيم في كل من سوريا والعراق، وبحسب المعلومات التي تم التوصل إليها من الاجتماع، فقد تم الاتفاق على شن عملية عسكرية متزامنة على معقلي التنظيم في البلدين، الرقة والموصل، ولكن لم يتم تحديد وقت هذا الأمر.

ومن المتوقع أن تتم مناقشة تفاصيل هذا السيناريو قريبًا، لا سيما خلال قمة الأمم المتحدة التي ستنعقد في نيويورك في التاسع عشر من الشهر الجاري.

وتضم الخطة المقترحة التي يتم الحديث عنها إعلاميًا في الوقت الراهن، مشاركة الجيش السوري الحر والمجموعات التابعة له في عملية برية على مدينة الرقة السورية، بعد تزويدها بآليات عسكرية، فيما ستتولى تركيا وحلف الناتو تقديم الغطاء الجوي للقوات على الأرض، كما ستشارك السعودية وقطر، والدول العربية الراغبة، في العملية بإرسال الأسلحة والمعدات العسكرية.

علام يستند التدخل التركي المتوقع في العراق؟

يؤكد مراقبون أن تركيا تستند في أي تدخل عسكري وشيك في مدينة الموصل العراقية إلى اتفاق مع بريطانيا يعود للعام 1926، ضُمت بموجبه “ولاية الموصل” لتركيا التي مُنحت حق حماية التركمان.

وكانت الموصل طبقًا لهذا الاتفاق التاريخي آخر ولاية خسرها العثمانيون في العراق، ويعود اتفاق عام 1926، بعد الحرب العالمية الأولى، حين عين مجلس عصبة الأمم لجنة تحقيق أوصت بأن تعود ملكية الموصل إلى العراق، فأُجبرت تركيا على قبول القرار من خلال التوقيع على معاهدة الحدود مع الحكومة العراقية في عام 1926، وقام العراق بموجبها بمنح أنقرة 10% من الودائع النفطية في الموصل لمدة 25 عامًا.

(بحسب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فإن لتركيا الحق بالتدخل في الموصل مثلما تدخلت تركيا بسوريا بعملية درع الفرات)
 

وهو الأمر الذي تحدث عنه الصحفي التركي أمين بازارجي في صحيفة أكشام، حيث أكد أن هذه المعاهدة تعطي للدولة التركية حق حماية أبناء جنسها في الموصل، يعني تعطي حق الكفالة، وهو يتحدث بالتحديد عن مناطق سكن التركمان في حالة تعرضهم لأي تهديد.

ويقول بازارجي إنه الآن طبقًا لهذه الاتفاقية التي تعطي تركيا الحق للتدخل في الموصل لأن تنظيم داعش مستوطن في الموصل ويمكن أن يتسلل إلى تركيا ويقوم بأعمال إرهابية، وأيضًا لإمكانية تسلل تنظيم بي كي كي المحيط بالموصل إلى تركيا ويقوم بهجمات إرهابية.

وبحسب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة فإن لتركيا الحق بالتدخل في الموصل مثلما تدخلت تركيا بسوريا بعملية درع الفرات.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...