مسبحة من جمل طويلة…!!! بقلم علي السوداني

الكاتب علي السوداني

فوائد الفيسبوك كثيرة ، لكنَّ سوءاته أكثر . قيلَ من قبل إنَّ التأريخ يكتبه المنتصرون ، واليوم فإنّ  الفيسبوكيين هم مَنْ يكتب التأريخ . جيشٌ خفيُّ من المضلِّلين وذيول الحرامية والخائنين ينشر الكذب والتزوير ، فتصدّقهم الناس ، لأنَّ أكثر القومِ لا يعلمون !!

قصائدك وقصصك ورواياتك ولوحاتك وأغنياتك ومنحوتاتك ومسرحياتك وتمثيلياتك وموسيقاك وأفلامك يا مَن كنت صاحبي وخلّي وسهيري ، جميلةٌ وبديعةٌ ومبهجةٌ جداً ، لكنَّ روحَكَ وسخةٌ ووضيعة ومتقردنة . إذا الدولارُ مالَ مِلْتَ حيثُ يميلُ . أنتَ لستَ صديقي حتى تعقل وتتطهّر وتتوب !!

تُعجبهم جداً كتاباتك وآراؤك وقفشاتك الحقّ التي تكاد تكون مرارتها مشتقة من لذة وطعم القهوة المرة ، لكنهم يتجنبون ويهربون من شرف إعلان هذا التعجب على الملأ ، خوفاً من قيام السلطان بتجفيف وتيبيس طرق الأكل والشرب الذاهبة إلى بطونهم الكرشاء ، لذلك يلجأون إلى لعبة مدحك ومبايعتك برسائل جميلة ستظل نائمة بصندوق بريدك الذي لا تراهُ الناس !!

ألنفاق والتقية ليست خاصة بدين أو مذهب . في عصر الألكترون اليابس ، صارت القوم جلّها تحبُّ لبس القناع ، والهروب من ثمن العلن الشريف . ستأتي بك ليلةٌ مقمرة صوب مائدة أدباء ومشتغلين بحقل الفنّ والخلق الجميل ، فيقرأ شاعرهم قصيدةً بائسة ، فتهتز الرقاب وتنود الرؤوس ، فتقوم أنت على حيلك المتضعضع ، وتصيح بهم إنَّ ليَ كأسي ولكم كأسكم والسلام على من اتّبعَ أحسن القول وأشرفه !!

قد تجد لصاحبك الخامل الذي يعيش بتنّور البلاد المريضة ، عشرين عذراً يبرقعُ بها سكتتهُ المخزية عن الحقّ الصائح ، لكن لن تجد مثقال عذرٍ له وهو يعيش بعيداً عن عراقهِ مسافة بحار ومحيطات وجبال وأمصار . سلطة المال والطعام السهل والدنيئة قد رافقتهم إلى سماواتهم الجديدة !!

وختمة المكتوب اللائب بين العيون ، ستكون بعطر قولتنا للوغدة الكونية أمريكا ،  أن ليس الإرهاب فقط هو في تفجير سيارة مفخخة جبانة بأجساد الأبرياء ، بل هو أيضاً وحتماً في غزوكِ الهمجيّ الوحشيّ لبلدي العراق ، ونهبه وتفكيكه وتحطيمه وإفشاله وقتل مئات الآلاف من ناسهِ ، بالحصار وبالتجويع وباليورانيوم المنضّب ، وبزرع وحماية ورعاية المنغلة الفاعلة بالمحمية الخضراء . تلك بلاد سام المغدور والذين معها ، ومَن هم على شكلها القبيح يقعون .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...