عزيزي رئيس مجلس محافظة كربلاء .. اعتبرهم “بحرانيين” بقلم علي حسين…

النازحون في كربلاء

عزيزي رئيس مجلس محافظة كربلاء .. اعتبرهم “بحرانيين”  بقلم علي حسين
علي حسين

أتمنّى عليكم ألّا تتابعوا أخبار البرلمان، فقد اتضح أنّ معظم النواب ضد قانون الامتيازات، وأن المواطنين هم من يصرّون على ان يتمتع ممثلوهم في البرلمان برفاهية خمس نجوم هم وعوائلهم وأقاربهم والمصفقون لهم بالباطل، لا شيء يُقسّي القلب مثل النظر الى وجه عواطف النعمة والتمعّن بقسمات مشعان الجبوري، وانتظار إطلالة لقاء وردي. أنتم تعتقدون أن السادة النواب بعد كل الخراب والقتل والدمار ستصحو ضمائرهم؟! لا تتأملوا شيئا من نواب ومسؤولين يخوضون معركة كسر العظم في الأنبار من أجل الاستحواذ على أموال النازحين، منذ أسابيع ونحن نشهد قفزات بهلوانية داخل سيرك البرلمان، وسمعنا وصلات من النواح الكاذب على الإصلاح الذي انتُهك، لكن لم نسمع صوتا واحدا يدافع عن صون حياة العراقيين

إذا كنتَم تريدون أن تعرفوا شيئاً خارج أخبار قبة البرلمان، وعن البلادة السياسية أنصحكم بقراءة بيان مجلس محافظة كربلاء الذي قرر من خلاله ترحيل النازحين، والسبب كما جاء على لسان رئيس مجلس المحافظة والعالم الانثربولوجي نصيف جاسم الخطابي، لأن النازحين يخططون بـ” الخفاء ” لإحداث تغيير ديموغرافي بالمحافظة.
للأسف الغباء السياسي لم يوفّر أحداً ولم يمرّ بطائفة سياسية دون أخرى. لعلّ الموت والتهجير أصبحا أبسط ما يعانيه العراقيون، لأن الأقسى منهما المذلّة التي يفرضها الأقوياء على الضعفاء، أسوأ أنواع البشر هم الذين فقدوا الإحساس بالخجل وأصبح الوطن بالنسبة لهم دكاناً يرتزقون منه.
لاحظ في الاخبار أيضا كيف انفعلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، حين توجهت سهام الاتهام الى المهاجرين بعد الأحداث الإرهابية الاخيرة التي شهدتها مدن ألمانيا، وإذا كان لديك وقت أتمنى ان تلاحظ ملامح وجه هذه المرأة البدينة، وهي تردّ على خطابات العنصريين وشعاراتهم، وتطمئن الخائفين بأن الدولة ستحميهم. وهذا يعني أنّ “الكافرة” الألمانية كانت أرحم على هؤلاء الذين تدفقوا من بلاد يرفع فيها الأذان خمس مرات في اليوم وساستنا يذهبون كل عام زرافاتٍ ليؤدّوا مراسيم الحجّ.
فات ساستنا ومسؤولينا “الأفاضل” وهم يحققون الانتصار تلو الانتصار في مجال نهب ثروات البلاد، والاستحواذ على مؤسسات الدولة والتوسع بالفرقة والطائفية، أن يقروأ كتابا صغيرا لمواطنهم “البغدادي” علي الوردي الذي مرّت ذكرى رحيله قبل أيام بصمت، لأنه لم ينتمِ إلى واحد من احزاب ” المجاهدين “، الكتاب اسمه “وعّاظ السلاطين”، وفيه ستجدون حكايتنا جميعا مع مندوبي الطائفية الذين يعتقدون أن الحــلَّ في أزمات البلد هو تحويل الشعب إلى قبائل، كل منها تبحث عن مظلوميتها، المهم أن يجد الشيعي خلاصه في مطاردة السُنّي، وأن يرى السُنّي سعادته في تحقير الشيعيّ وشتمه والانتقاص منه.
أيّها السادة، أيّها المتخاصمون على الكراسيّ، أعيدوا قراءة تجارب الشعوب بهدوء.. القضيّة الكبرى ليست ما فعله الاميركان بنا، ولا ما تخطط له الصهيونية، المسألة الكبرى هي ما فعلناه نحن بأنفسنا، حين منحنا حنان الفتلاوي 90 ألف صوت، وحملنا اسامة النجيفي على الاكتاف!

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...