إلى خطيب بغداد بعد التحية… بقلم علي حسين

أهوار العراق

إلى خطيب بغداد بعد التحية… بقلم علي حسين
علي حسين

قرأتُ ردّك ” الطريف ” على منتقديك، الذين أخطأوا مثلما فعلوها مع علي الأديب وحرّفوا كلام ” معاليه ” ، فأنت تشكو أيضا سوء فهم العراقيين 

لايهمك ياشيخنا، فكلّ الذين استمعوا إلى خطبتكم في جامع الرحمن او قرأوها في مواقع الإنترنت ، فاتهم أنك كنت ولا تزال تدافع عن السياحة
” الأخلاقية “، وأنك كنتَ ولا تزال الرائد في الدعوة الى تأسيس شرطة الآداب لضبط أخلاق هذا الشعب ” المتهوّر”!
لا تهتم ياسيدي، نحن شعب يعيش أعلى حالات البطر، يريد ان ينشّط السياحة ، ويجعل العراق مثل الدول ” الكافرة ” قبلة للناظر ومقصداً للرفاهية والأمان والاطمئنان، ماذا يعني ياسيدي أننا فقدنا مئات آلاف من الضحايا في تفجيرات إرهابية، بسبب سوء إدارة الملف الأمني الذي يشرف عليه مجموعة من الحجاج والمؤمنين، ماذا يعني خراب الاقتصاد وإغلاق المصانع والآلاف من الشباب الذين يغرقون في البطالة، ما دامت الأخلاق مصانة، ومدارس التكليف الشرعي تعمل بأقصى طاقاتها، وزواج القاصرات محميّ بالقانون؟ ماذا يعني ان يعيش خمسة ملايين مواطن عراقي في الخيام، المهم ان الموسيقى حرام، والفنون والثقافة رجس من عمل الشيطان!.
ياسيدي الشيخ وانت تطالبنا بالالتزام بالأخلاق، نتمنى عليك ان تجيبنا باعتبارك عضو مجلس محافظة بغداد، لماذا لا تزال العاصمة بغداد أشبه بقرية تعيش في زمن القرون الوسطى؟ ماذا فعلتم لبغداد في السنوات الأخيرة؟ لا أصدّق عادة الحكايات الخرافية عن الإرهاب الذي يتربص بالنهضة التي يريد أن يقودها علي التميمي! فمنذ سنوات وكل شيء في بغداد سيّئ وفاسد وعاجز.
ياسيدي الشيخ، وأنت تتمتع بعضوية لجنة التربية في مجلس محافظة بغداد،  نعرف جيداً انك تريد تأسيس منظومة أخلاقية على مقاسك. لا تريد ان يقف الطلبة تحية لعلم بلادهم ، ولا ان يعزف النشيد الوطني،فالموسيقى حرام، ولا تريد ان تسأل لماذا نحن في قائمة الدول الأسوأ تعليما، وما الذي جعل الامم المتحدة تحذر من انتشار الأُمية في العراق. ياسيدي الشيخ انت قادم من زمن آخر، لكنك تريد ان تحكمنا بأدوات هذا الزمن وتقبض أجرك من اموال هذا الزمن ايضاً.
ياسيدي الشيخ العراقيون بحاجة الى قانون للحياة لا قانون للأخلاق.
يريدون الامن والاطمئنان، ويحلمون بالسعادة.
وهذا ليس ترفا.. لكنه حدّ أدنى.. وصلت إليه مجتمعات العالم نريداً عقداً اجتماعياً، يضمن للجميع فرصة لحياة مشتركة لا تخضع للوصاية، ولا خطب الاخلاق والفضيلة.
ياسيدي خطيب العاصمة بغداد يوم الجمعة، وعضو مجلسها باقي أيام الأُسبوع ، لانريد تنظيمات تدعونا للسعي الى الآخرة ، بينما هي تعمل بكل طاقتها من أجل ملذّات الحياة الدنيا.
ياسيدي اسمح لي رجاءً ان أقول لك أنتم فشلتم.. فاتركونا نعيش!

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...