الداخليّة تعتقل جسر الجمهورية ! بقلم علي حسين

NB-163782-635981208859906970

الداخليّة تعتقل جسر الجمهورية ! بقلم علي حسين
علي حسين

لعلّ الجزء الأكبر من أخبار هذه البلاد مقلقٌ ومخيّبٌ للآمال، لكن هناك أيضا أخبار تُصنّف في خانة “البليّة”، وكأنما كلّ هذه الأخبار المحزنة والمثيرة للأسى لا تكفي، فقد اكتشفنا إنَّ هناك نيّة حكوميّة لاجتثاث جسر الجمهورية ،  باعتباره يشكّل قلقاً على سلامة المنطقة الخضراء وسكّانها 

مثيرة للأسى صورة  الجسر وهو معتقل بأمر وزارة الداخلية ،  التي لم تقدم لنا مبرّرات وجيهة عمّا جرى للجسر ولماذا الاستمرار في اعتقاله
، وإذا كان لا يحقّ لأحد أن يُصادر حقَّ بعض المسؤولين في أن يروا في أنفسهم ما يشاؤون ، فإنّ من حقّنا أن نطالبهم بتقديم الدليل على أنّ جسر الجمهورية  يُنفّذ أجندات خارجية  ! وأنه مشمول بالاجتثاث استناداً إلى قرار صادر عن وزارة الداخلية  ، لأننا نريد أن نعرف كيف استطاع هذا الجسر  الشرّير أن يخدعنا كلّ الوقت، ويُقنعنا بأنه مع العملية السياسية ، فيما هو يريد أن يقف بوجه الإصلاح ” التكنوقراطي ” الذي يقوده  حيدر العبادي .  
هل هناك ” بلاوي ” أُخرى ،  نعم ياسادة  هي السادة أعضاء مجلس النواب الذين نسوا أنّ هناك معركة يخوضها العراقيون في الفلّوجة ، كلّ ما في الأمر أنهم مشغولون  بالسؤال عن قرار المحكمة المُعنون ” لا غالب ولامغلوب ”  ، وجلسوا في قصورهم  يفكّرون في أُسلوب إخراجيّ جديد لحركة مسرحية اعتصام جبهة الإصلاح . ولذلك لا أُوافق أبداً على ما ذهب إليه البعض من أنه كان يفترض أن يترك ” روزخونيّة العراق ”  مشاغلهم الضخمة ومسؤولياتهم  الحزبية ، ليُضيعوا دقائق من وقتهم الثمين في  متابعة  سير المعارك ، أو حتى إصدار بيانات يواسون فيها عوائل الشهداء ويُعزّون الشعب  في مصائبة التي لايريد لها أحد منهم أن تتوقف  .
قد يتآمر البعض ويتوقف بالتفكير قليلا في المقارنة بين حجم ودرجة اهتمام بعض الحكومات الغربية ” الكافرة ” حين يسقط لديها ضحية او ضحيتان  ، وبين ردّ  فعل نوابنا على مئات الضحايا الذين يسقطون كل يوم  ، وهي مقارنة لا تجوز، لأسباب عدة ليس من بينها أن المسؤول الغربي لديه ضمير ، فيما نحن نعيش في ظل ساسة ومسؤولين  أُصيبوا بمرض مزمن في الضمير، بل لأن  ” الروزخون العراقي  ”  تحول من  حامي   لمصالح الناس، إلى سماسر للمنافع والمناصب .
لست أفهم لماذا يخاف السيد العبادي من جسر الجمهورية ، يجب أن نخاف جميعا  ليس من تظاهرات الشباب ، بل من نسبة الخراب الذي يزحف على مؤسسات الدولة  ، ومن غياب أي محاولة جدية لعمل سياسي  حقيقي،  يجب أن ننتبه إلى أنه أصبح من المستحيل في هذا المناخ المضحك ، ولادة اصلاح حكومي من برلمان كسيح ، يحاول ان يداري فشله باصطناع معارك وهمية .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...