لاحاجة بنا لـ ” سلفياتكم ” بقلم علي حسين

56e2f0bfc461889a698b4598

لاحاجة بنا لـ ” سلفياتكم ” بقلم علي حسين
علي حسين
أعادت الهيئة المصرية للكتاب ترجمة  مذكرات  الجنرال مونتغمري  بعنوان جديد ” يوميات ضابط حرب ” وتتخذ مذكراته، بالنسبة الى القادة العسكريين ، أهمية خاصة. أما القرّاء من أمثالي  ممن معلوماتهم  الحربية لاتتجاوز ” استعد واسترح ” ، فان اهميتها تكمن كونها شهادة تاريخية يقدمها رجل خاض اعنف الحروب واشدها وخرج منتصرا منها .

في مذكراته الشيقة يروي مونتغمري ، أنه عارض بشدة  تدخّل تشرشل في مجريات معركة العلمين الشهيرة ، فرئيس وزراء بريطانيا ، وبعد ان وصلته  اخبار تؤكد  تقدم  قوات المحور بقيادة ثعلب الصحراء رومل ،  ارسل برقية عاجلة  اشار فيها الى بعض  النقاط التي يمكن للجيش البريطاني ،  استخدامها في إدارة المعركة ، فقد خيل لتشرشل  حينه أن لا شيء سوف يرفع من معنويات مونتغمري ، كمثل برقية  تساعده في ادارة المعركة   .
لكنّ رئيس الوزراء واجه قضيتين: الأولى هي أن الرسالة يجب ان ترسل بعلم مجلسي اللوردات والوزراء، إذ لا يحق لمسؤول سياسي ان يخاطب قائدا في المعركة ،  أما الثانية فقد كانت اكثر صعوبة وتعقيدا ، وهي موقف قادة الجيش الذين قدموا  احتجاجا ، يسألون فيه هل يجوز التدخل في عمل جنرال له تاريخ طويل وخبرة عسكرية؟. ولكن هذا ليس استجوابا، هكذا رد تشرشل، هذه نصائح، وأنا المسؤول أمام الشعب البريطاني عن سلامة القوات وأمن البلاد، لكن ياسيدي ممنوع على حكومة بريطانيا أن تستهين بمقاتل مثل مونتغمري. إذن ما الحل؟
يقترح مجلس اللوردات على تشرشل ان يرسل رسالة ترضية يعتذر فيها عن بعض العبارات التي ربما أُسيء فهمها، وقد رفض منتغمري الامر، وارسل برقية عاجلة يقول  ، أنا مشغول بما يفكر به العدو لا بما يريده تشرشل.
خطر لي ان أكتب لكم من جديد عن سيرة مونتغمري التي صدّعت رؤوسكم من قبل ،  وأنا أتابع  امس  مهرجان ” السلفيات” المقام في مركز عمليات الفلوجة ، بالتأكيد شاهدتم الصور مثلي ، مسؤول سابق يتفحص الخرائط الحربية ويشير بإصبعه الى المجهول ، آخر يستبدل جبته ببدلة مرقطة ، فيما العبادي لم يجد افضل من لباس الفرقة الذهبية ، فيما توارت صور الجنود والضباط الذين يقدمون حياتهم ثمناً لاستردار الارض والامن .
قبل أسابيع أصدرت رئاسة مجلس النواب المصري قراراً يمنع النواب من
الخوض  في احاديث   اعلامية  عن السياسة المالية للحكومة  ، وحذرت المخالفين  من احالتهم  إلى لجنة القيم في المجلس تمهيدا لمعاقبتهم ، لان الامر يضر بالاقتصاد القومى!
هل تريدون ان تستمتعوا بفاصل كوميدي آخر ، الكاتب السعودي ” الليبرالي ” جمال خاشقجي يغرّد في تويتر : داعش يحتل مدينة ، الجيش العراقي يحررها بدعم أميركي أعمى لتهجير أهلها  ” ياسيد خاشقجي احتفظ بنصائحك الذهبية لنفسك وعسى أن تستطيع  طرد  القوات الأمريكية ” العمياء ” من السعودية !

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...