الصدق الضار والكذب النافع… بقلم زيد الحلي

 

f01_03-22_05_2016_243651_large

الصدق الضار والكذب النافع… بقلم زيد الحلي

زيد الحلي

الذي جرى ، ويجري في الوطن ، هل هو نتاج عفوي ام مخطط له ، ام لا هذا ولا ذاك ؟  سؤال ” فنطازي”  في زمن التهمت فيه القطط السنتنا ، فلم نعد نستطيع الاجابة والكلام  ، وساحت بنا الافكار الى مدى من اللامعقول .. كيف وصل الحال في بلد يتكئ على تاريخ من آلاف السنين ، علم فيه البشرية اصول العلوم ومنطق العقل وسداد الرؤية وصلابة الموقف ، الى ما وصل اليه من الشتات الذهني ، وهو العارف إن الدول كلها على وجه الأرض لم تنهض الا بنهوض مناهج المعرفة العقلية والذهنية في منظومات المجتمع التشريعية والتنفيذية والقضائية والإعلامية !

لقد بات الأمر ملحا الى حاجتنا الى القيام بثورة على الذات ، تعيدنا إلى رشدنا و حقيقة حاجتنا للتحرر من داخلنا و تعلم معاني الحرية والديمقراطية وبعدها نستطيع أن نقوم بثورة على الظلم والقهر والاستبداد.

 كيف لتناقضاتنا ،  ان تتضخم امامنا ، مثل كرة الثلج ساقية الجميع من خمرتها ، دون ان نعي خطورة ما جرى ويجري ؟ اليس هناك من يضع ضميره ، ليكون مصباحا ينير طريق وحشة الدمار المجتمعي الذي تعصف فيه تناقضاتنا غير الحقيقية ، الواردة الينا وفق نظرية ( فرق تسد ) وهي ظاهرة  أساسها  استثارة روح “القبلية” و”التعصب”، ووراءها مصالح  ذاتية ومعلومة  لهذا الطرف او ذاك ، بهدف أنهاك المجتمع بالتناقضات والمـزق والمحن المصطنعة ؟

كم نحن اليوم بحاجة  إلى مزيد من الوعي ،  ومزيد من التوسّط في كل القضايا، نحتاج أن نمسك العصى من الوسط ، فهذا هو العراق منذ الازل فيه ما ليس عند الآخرين … الحل هو أن نتصارح بلا تزويق: الأغلبية لها حقوق والأقلية لها حقوق.. وميزان الحق لا يخيب.

ان افعى التناحر ، يعني ان هناك سلاح  مدمر يهدد الوطن ،  فلننتصر عليها ، ونحرّر عقولنا  من القيود، من الطائفية، من الكراهية … فتلك القيود لن ترتقي بنا  بل ستهدمنا ، وتهدم إنسانيتنا ، تهدم طموحنا  والاستسلام للعاطفة تأخر ،  وليس علامة تقدّم ، وإنما علامة التقدم أن نخضع عواطفنا لعقولنا ، ونخضع عقولنا لإرادتنا ، ونخضع إرادتنا لمثلنـــا العليـــا.. وعلينا معرفة ان الكذب والخداع والغش.. حفر ثلاث ، إذا سقط  مسؤول ما  في  احداها سقطت الثقة من قلوب مريديه . ..والإيمان أن تؤثر الصدق حين يضرك على الكذب حين ينفعك فالصدق موجود والكذب اختراع …

درس الجمعة 20/5/2016، ليس سهلا …  وانني اشبهه بالرمل:  يبدو ناعماً عندما نتمدد عليه، وثقيلاً عندما نحمله.. فهل نتعظ ؟؟

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...