المالكي ” مبتسماً ” .. النجيفي “ضاحكاً” بقلم علي حسين..

mane

المالكي ” مبتسماً ” .. النجيفي “ضاحكاً” بقلم علي حسين

علي حسين
صباحات بغداد قاسية ومؤلمة هذه الايام ، وشوارعها مكسوّة بالخوف والدماء. ومنذ أيام كلما حاولت تسطير حروف العمود الثامن ، أسال نفسي ماذا أكتب ؟ هل أريد أن أقول للقارئ إنني أعرف لماذا يتصارع رفاق الديمقراطية ؟ وما الذي حصدناه بعد ظهور كاظم الصيادي بدشداشته البيضاء ، لم نعد نسمع سوى الصراخ ، الذي لايعيد روحاً بريئة أُزهقت ولا يهدّئ روع طفل مشرّد، وأمام هذه الهموم الكبيرة يكون همّنا نحن العراقيين أن ننتظر قرار المحكمة الاتحادية التي ستبشّرنا قريباً ، بأن لاغالب ولا مغلوب في معركة كسر العظم بين سليم الجبوري وجبهة الإصلاح ” الثورية “

قبل أيام سُئل رئيس البرلمان العراقي عن رأيه بما يجري فقال: “المشكلة أنّ لدينا إعلاماً يُضخّم الأمور، “. جواب مقنع الربح من الانترنت ياسيدي، فكل شيء هادئ على ضفاف دجلة، والدليل ان المالكي والنجيفي تعشّيا أمس وتمشّيا معاً على شواطئ دجلة ايضا ، التي غاب عنها الفرح والمسرة ، وأصر ملّاكها الجدد ان يحوّلوها الى جدار للفصل الطبقي .

هل الكتابة في هذا الزمن المضني عن غياب الفرح والمسرّة ترف ؟ الملايين تعيش في الخيام ، وأنت تريد ان تكتب عن قاعة تأسس فيها اول معهد للموسيقى ؟ ألا تخجل ، الناس يحاصرها الموت ، وانت تتحدث في امور كلها فسق وبهتان ، شكرا ياسيدي للملاحظة القيمة ، لكنني وأنا أقرأ خبر تهديم اول معهد للموسيقى ، رجعت بخجل أبحث عن كتاب صديقي الخبير الموسيقي ظاهر حبيب العباس ” الشريف محيي الدين وتلامذته لأقرأ فصلا من التاريخ الثقافي لهذه البلاد ، التي تحاصرها مفخخات داعش وفتاوى سياسيي القرون الوسطى .

العام 1936 كلف الموصلي حنا بطرس بتأسيس أول معهد للموسيقى في العراق ، وحين طلب اليه ادارة المعهد اقترح ان تتم دعوة الموسيقار الشريف محيي الدين حيدر ليصبح اول مدير له .

مرّ الشريف محيي الدين في رحلاته الاغترابية الطويلة بمحطات كثيرة أولها الحجاز التي ولد فيها ، واسطنبول التي تعلم فيها العود ، ونيويورك التي درس فيها آلة الكمان ، ، وبغداد التي قرر نشر البهجة فيها ، ولحناً لن ينساه العراقيون انه ” سماعي عراق ” الذي تحول الى اشبه بالنشيد الوطني .

في تلك المساحة الصغيرة من الطابوق وأصوات العازفين و ضحكات :

الطلبة ، نازك الملائكة وجميل بشير ومنير بشير ، سلمان شكر ، غانم حداد ، ، وروحي الخماش ، كان الكثير من نور بغداد وألقها ، والكثير من فرح العراق .

قبل أيام عرضت لنا “داعش” كليبها الاخير “إعدام سور الموصل ” مع تعليق ظريف يخبرنا نحن متابعي “كليبات دولة الخلافة ” من ان هذه الآثار مجرد خرافات ، مثلما يخبرنا مسؤولونا كل يوم ، بأن كل ما يمتّ إلى الفرح والبهجة ، لامكان له في هذه البلاد .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...