حينَ يشكو العبادي من الشعب…!!!؟؟؟ بقلم علي حسين

مظاهرات-620x330

حينَ يشكو العبادي من الشعب…!!!؟؟؟ بقلم علي حسين

علي حسين

الأصل  في الدول الديمقراطية، أن يشكو  الشعب ويثور كلّما شعر بأنّ هناك ما يستدعي هذه الشكوى، هل هناك جديد في  ديمقراطية دولة القانون؟ نعم،  رئيس الوزراء يشتكي من الشعب، لأنه  دخل المنطقة الخضراء من دون  جواز سفر! 

دعكم مما أغضب السيد العبادي، وانسوا تماماً أنه غضب  لتظاهرة تطالب بالإصلاح الذي صدّع رؤوسنا به منذ أشهر ، لكن دعوني أسال  مثلاً  لماذا لم يغضب وهو يرى أنّ البلاد على حافة الإفلاس ، لماذا لم يغضب، وهو يرى دماء العراقيين  تهدر كل يوم بسبب فشل أجهزة الأمن ؟ لماذا لم يغضب وهو يقرأ تقرير منظمة العفو الدولية من أنّ هناك سجوناً سريّة في العراق، لايعلم أحد عنها شيئا، وكأنّ القائمين عليها يعيشون خارج سلطة القانون ؟ لماذا لم يغضب وأزمة الكهرباء تعود للمربع الاول في الوقت الذي صرفت عليها أموال تعادل ميزانية خمس دول أفريقية ؟!
العبادي  لم يغضب من كل ذلك، بما يعني أنّ أولئك الذين يعتقدون أنه يمكن لرئيس الوزراء أن يحقّق خطواتٍ  جيدة في ملف الإصلاح واهمون تماماً، لأنّ مفهوم  الإصلاح عند السيد العبادي  يرتبط بأمن النواب وراحتهم اكثر من ارتباطه بهموم الناس وقضاياهم .
يلجأ المسؤول  للشعب حين يواجه أزمة سياسية، لكن حين يواجه أزمة مع الشعب، فإن الحل الوحيد هو الاستماع لمطالب الناس ، والإنصات  الى  معاناتهم، وليس التلويح بإصبع الطاعة وبعصيّ الأمن
في معظم تجارب الشعوب،  الدولة هي  كل شيء. لذلك قامت الدول  على أساس المواطنة وليس الطائفة أو المعتقد، ولا أجد مبرّراً لأن أُعيد على مسامعكم عدداً من الأمثلة والنماذج التي طالما حاولتُ أن أعقد مقارنة بينها وبين ما يجري في بلاد الفتلاوي والدايني ، وعذراً إن عدتُ للمقارنة فماذا أفعل وأنا معي ملايين العراقيين، نعيش كل يوم في فصل ساخن من  فوصل كتاب الفتنة الكبرى ؟!
للمرة الثانية في فترة قصيرة، تبدو بريطانيا، بأحداثها، أحرى بالكتابة من تهديدات العبادي وخطبه المزوّقة عن الإصلاح، بريطانيا التي يصر فيها خالد العطية، أن يخلع عمامته تيمناً بالمدنية التي  طالما شتمها تحت قبة البرلمان، تعيش عاصمتها لندن  هذه الأيام   لحظة  فاصلة في التاريخ ، حين أصرّ الناخبون على أن يجلس مسلم على كرسيّ المحافظ ، في عملية ديمقراطية تُثبت أنّ  الغرب ” الكافر ” أكثر تمسّكاً بقيم التسامح والمحبّة من بلدان ترفع فيها رايات الله أكبر  .
ثمّة غضب لايعرفه السيد العبادي ، دموع المهجّرين وخيام المشرّدين، وصراخ الضحايا، والملايين الذين يعيشون تحت خطّ الفقر،لأنهم صدّقوا أنّ هناك من سيغضب ويثور لمعاناتهم  .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...