البكاء على التراب البرلماني…!!! بقلم علي حسين

gu6cktx

البكاء على التراب البرلماني…!!! بقلم علي حسين
علي حسين

 أكرر مرة أخرى ،  إن أفدح خسائرنا من دخول المتظاهرين إلى قبة البرلمان  ، ليست في  ” القنفة ” التي اتسخت ، ولا في بعض نثار الزجاج الذي أزعج السيد حيدر العبادي ،  ولا في جلوس بعض فقراء وبسطاء المحتجين على كرسي السيد سليم الجبوري ، خسارتنا أننا تأكدنا بلا أدنى شك ، أننا خسرنا 13 عاماً من عمرنا ، ونحن نذهب الى صناديق الاقتراع  لانتخاب سياسيين ومسؤولين لايملكون ذرة إنسانية ولا نبل ، اليوم  نحن في مواجهة  ساسة انخفض لديهم مؤشر  الوطنية وانعدم لديهم الشعوربالمسؤولية الاخلاقية  ، فلم يبق للدماء حرمة وللحياة قدسية ، فصار الدم العراقي أرخص ثمنا  ، من قبة برلمان كسيحٍ يمارس الدجل والخداع  ! 

سياسيون يلعبون و يروجون لمفاهيم شديدة الفساد والأسى ، ، فيصبح اقتحام البرلمان عملا إرهابيا يستحق خطباً وبيانات واجتماعات للرئاسات الثلاث ، فيما مقتل المئات منذ أحداث البرلمان وحتى اليوم عملا  عاديا لايستحق حتى اجتماع صغير ، يسأل فيه السادة ” المتنفذون ” لماذا حصلت هذه الخروق الامنية ؟ 

السيدية-600x440
منذ حادث قنفة سليم الجبوري سقط مئات الشهداء: تفجير في السماوة راح ضحيته اكثر من مئة بين جريح وقتيل ، تفجير في النهروان يذبح 50 مواطنا مسكينا ، تفجير في السيدية ضحاياه  48 شخصا ، وهناك متفرقات 7 قتلى في غربي بغداد وعشرة في جنوب بغداد ، ومثلهم في شمال بغداد وأكثر منهم قليلا وسط بغداد ، والأُمم المتحدة تخبرنا بان ضحايا الانفلات الامني والمعركة على قنفات البرلمان وصل الى اكثر من  2000شخص خلال شهر نيسان الماضي فقط!
منذ أيام ونحن نسشهد قفزات بهلوانية من نواب وسياسيين ، وسمعنا وصلات من النواح الكاذب على عفة البرلمان التي انتهكت  ، لكن لم نسمع صوتا واحدا يدافع عن صون حياة العراقيين.
عام 1968 قامت ثورة الطلاب في فرنسا  ضد ديغول الذي  صنع النصر لبلاده  ، لكن صوت الشعب كان أقوى ، ليذهب في النهاية  الرجل الذي أسس الجمهورية الفرنسية الحديثة  ، الى  معتزله في الجنوب يكتب مذكراته بفرنسا اكثر قوة واماناً ، وبسهولة أسقط البريطانيون بطل الحرب العالمية الثانية تشرشل  ، فلا قدسية لأي مسؤول حتى وإن كان بحجم امرأة مثل تاتشر التي أنقذت بريطانيا من الإفلاس  ،لاصوت يعلو في الديمقراطيات الحقيقية  على صوت الشعب ، أما في ديمقراطية حاكم الزاملي فمن حق النا ئب أن يعتصم يوماً ، وفي يوم آخر يحرّض ضد المعتصمين ، وفي يوم ثالث يشتم إيران ،وفي يوم آخر يهدد بقطع لسان كل من يتحدث بالسوء عن طهران !

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...