رسالة إلى صديقي الـ ” المدني ” بقلم علي حسين…

iraqparlaman-1-655x360

رسالة إلى صديقي الـ ” المدني ” بقلم علي حسين

علي حسين
هل أنت سعيد لمشهد المشانق التي عُلّقت تحت نصب الحرية ، هل تطربك عناوين من نوعيّة  ” وزارات  تُخلي ، موظفيها من مقارّها، وتُوقف العمل فيها  “؟ ربما ستجلس منتشياً  وأنت تتابع شريط الأخبار ”  مشعان الجبوري : سننتصر على الأمريكان والإيرانيين ، كاظم الصيادي : عرضوا عليّ مبلغ 25 مليون دولار لكي أترك الاعتصام ورفضتُ ،  وتتابع بمنتهى الرضا تحليلات  النائب هيثم الجبوري الذي طالب  إيران  

بعدم  التدخّل بالشأن العراقي  .
للأسف، لستُ مستعدّاً لأشاطرك هذه المتعة والنشوة التي هبطت عليك فجأة ، وأنت تُسبّح بحمد مشانق حاكم الزاملي ، وتُصفّق لإرادة حنان الفتلاوي ، وتنسى أنّ هيثم الجبوري طالب قبل عام من هذا التاريخ ،  وزير الدفاع الإيراني للتدخل في العراق حفاظاً على جمع المكونات .
لا تنسَ أيها الصديق المدني ، أنك بصدد تلبية طلبات قوى سياسية  مقطوعة الصلة بتوجهاتك وبأحلامك لبناء دولة العدالة الاجتماعية ،  وأن هذه الجهات التي تعتصم وتناور على نظام سياسي ، كانت هي التي رسخت  وأسست ودافعت عنه طوال 13 عاما ، وحاولت بكل  ما امتلكت من قوة وسلطة ان تعزلك عن المشهد السياسي ، وان تحوّلك الى مجرد متفرّج .
وأتمنى عليك ياصديقي ان ترجع بالذاكرة إلى  معظم تصريحات  السادة المعتصمين ومعهم رؤساء كتلهم  الذين  حرّموا وجرّموا كلّ أشكال المعارضة والاعتراض  والتظاهرات والمناقشة والتلفّظ بعبارات من نوعية “حريات..  دولة مدنية ..محاسبة المفسدين ”
ولهذا ياصديقي ، أتمنّى عليك ان تسأل نفسك اليوم وليس غدا : هل اعتصامات السادة النواب ومعها الحراك الذي أغلق الوزارات وعلّق المشانق  ، يراد منها بناء دولة مؤسسات  ، يتساوى فيها الجميع ، شعارها الكفاءة وليس الولاء للمسؤول أو الزعيم  ؟
من الرابح في هذه الاعتصامات ، هل انت الذي فجرت تظاهرات 25 شباط وتعرضت لكل انواع البطش والظلم والإهانة والإقصاء ، أم عواطف النعمة التي خرجت علينا امس لتقول  ” لولا الاحزاب الإسلامية لما كان هناك نظام سياسي عراقي ، وان الذين يطالبون بالدولة المدنية مجرد أفراد لاتأثير لهم  ”  .
أيها الصديق المدني : عليك ان تعرف، أيضاً، أن قطار  المعتصمين انطلق مستهدفا نظاما عاش على المحاصصة  ، وبنى قواعده على تبادل المنافع ، ليبني نظاما  لايختلف عن القديم سوى بالاسم والعنوان  ، وقد وجدوا في الفوضى السياسية الجديدة  ، وضعف رئيس الوزراء وتردده فرصة للحصول على  ما تبقّى من الكعكة ، وإنك ياصديقي ستجد  نفسك واقفاً  على الرصيف، في وضعية المتفرج، انتظاراً لإشارةٍ ممن يجلسون في عربات القطار، كي تقفز في العربات الخلفية، ، بحثاً عمّا تبقّى من الوطن .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...