نحن شركاء في توقيع وثيقة ” الشرف ” بقلم علي حسين

اجتماع كربلاء والخيارات المفتوحة

نحن شركاء في توقيع وثيقة ” الشرف ” بقلم علي حسين
علي حسين

اسمح لي عزيزي القارئ ، أن أقول لك بكلّ صراحة ،  من دون أيّ لفّ أو دوران ، إننا ، أنا وأنت  والملايين مثلنا جميعاً شركاء في توقيع  وثيقة الشرف التي أُطلِقَ عليها  ” وثيقة الإصلاح السياسي ”  وهي وثيقة تذكرنا بنظرية  حنان الفتلاوي الشهيرة  ” 7×7 ”  ،  الكلّ ساهم في الوثيقة حتى وإن كان الموقّعون أحد عشر سياسياً فقط ! .

منذ سنوات وهذا الشعب  يمارس لعبة “لا أرى لا أسمع لا أتكلم” مع سياسيينا ومسؤولينا ، ويرفض أن يصدّق أنه  يعيش عصر المهزلة السياسية بامتياز ، استمر الخراب 13 عاما وقتلت الناس على هوياتها، من غير اي ذنب ، وشُرّد الملايين  ،  ونهبت المليارات ،  لكننا ظللنا نخرج كل اربع سنوات لننتخب ” جماعتنا ” ووصل بنا الامر ان نسكت حين خرج علينا شيخ معمم ليقول بلا حياء :” خلي يبوكون ، خلي البلاد تخرب ، مادام ساستنا يحافظون على المذهب ” وحين قال محمود المشهداني بالحرف الواحد : ” لقد سحقنا التيار المدني  وسيظل تابعا للتيار الديني إلى أمد بعيد ” ، لم يخرج عليه احد ويطالبه بأن يعود ثانية الى عيادة الطبيب النفسي . الذين أحكموا الخراب على العراق  وأقاموا  دولة الفساد وسدوا كل الأبواب والنوافذ امام المستقبل ، والذين طاردوا المتظاهرين الشباب  في الشوارع  والساحات ، والذين قالوا ان هذا الشعب مجموعة رعاع ومكانهم القبر ، والذين هرّبوا المليارات ، والذين رفعوا في الساحات صور قادة دول الجوار ، والذين لايتخذون قرارا دون الاتصال بأردوغان او سليماني او تميم او سلمان ، هؤلاء الذين تظاهروا من اجل النمر ونساء البحرين وشباب الحوثيين وضحايا أنقرة ، تصدّروا المشهد السياسي بفضل اصواتنا جميعا ، نحن الذين جعلنا منهم  اثرى اثرياء الكرة الارضية ، وجعلوا منا اقواما كسيحة وفقيرة وعاجزة  ، تتلفت حولها ، تتوجس من جارها ،  وتخشى مصافحة الآخرين لأنهم لا ينتمون إلى نفس الطائفة .  
القوى السياسية  التي لاتريد ان تغادر مكاسبها ومناصبها ، وتنشغل بتأمين مقاعد الوزارات لسياسيين أكل الدهر عليهم وشرب ، هؤلاء ونحن معهم متورطون حتى النخاع في تدمير العراق وتمزيقه  وإلغائه من الوجود ،  
الفضائيات التي تتغنّى بحذاء عالية نصيف ، وقبلها صفقت لحذاء منتظر الزيدي ، أالقلام  والمايكروفونات  التي هتفت ولا زالت تهتف : بالروح بالدم .
كلّنا مشاركون.. كلّنا متّهمون .. كلّنا وقّعنا على وثيقة خراب العراق  .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...