
منذ سنوات وبدافع الغيرة بالتاكيد ، أتابع أخبار ” التكنوقراط ” حسين الشهرستاني ، الرجل الذي سخر الطاقة النووية لخدمة الصناعة العراقية العملاقة بعد عام 2003 ، وفي كل مرة أسأل نفسي هل من المعقول ان الوزارات لا تتشكل إلا وحسين الشهرستاني على رأس القائمة ، ونحن الذين نرفض ان يتولى شؤوننا رجال أكفاء يرفعون شعار ” حماة ثروة العراق ” ونعتقد ان الوزارة يجب ان تكون حكرا على المستقلين ، فيما الوقائع تثبت ان احزابنا السياسية ، سعت وناضلت وجاهدت لكي تضعنها بخانة واحدة مع جمهورية افغانستان المؤمنة ، وبالقرب من بلاد حامي حمى الاسلام عمر البشير ، وأرجوكم دعوا السيد الجعفري وشأنه ، فقد خرج علينا من يعتقد ان العراقيين يخشون المصير المجهول للدبلوماسية العراقية إن غادرها ” السيد ” فلا احد يستطيع ملء الفراغ . ، اذا كان لديكم فسحة من الوقت اتمنى ان تقرأوا كتاب الامير لميكافيللي . يكتب صاحب الغاية تبرر الوسيلة :” في سبيل تحقيق أغراضه ومصالحه على السياسي أن يكون مراوغا، ” وعليه أيضا، وهذا مهم ” تعلّم فن تزييف الحقائق ”
أمضينا الايام الثلاثة الماضية في معركة إعلامية ، تقودها صحف اجنبية ، غايتها تقديم تحقيق استقصائي يقول بالوثائق ان هناك شبهة فساد في عقود النفط ايام ماكان الشهرستاني يحمي ثروة العراق مع زميلة ” دفاع الوسط ” عبد الكريم لعيبي ، الفريق الذهبي هذا استولى على عمولات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات حسب التقرير الذي نشرته مؤسسة فيرفاكس ميديا الاسترالية ، وصحيفة هفنغتون بوست الأميركية التي اتهمها الشهرستاني بأنها تسعى للنيل من الشخصيات الوطنية .هل هي مؤامرة ، بالتاكيد ، وتقودها الامبريالية والصهيونية اللتان غاظهما اننا منحنا عالما نوويا ” مؤمنا ” كرسي دائم في البرلمان والوزارة .
لم يخبرنا احد حتى الآن، ، لمذا تتآمر علينا الصحيفة الاميركية . لكنني كنت أتمنى على اصحاب نظرية المؤامرة لو انهم اطلعوا على اخبار البرازيل ، وتعرفوا على ما جرى خلال الاسابيع الماضية ، فقد اتهمت صحف المعارضة الرئيس السابق سليفا دي لولا ، في قضية فساد باحدى شركات النفط ، وقبل ان يتهمني البعض بإجراء مقارنات غير عادلة بين عالم نووي ، وعامل بسيط جاءت به السياسة ليصبح رئيسا للبرازيل ، اود ان اخبركم ان الرئيس البرازيلي ذهب الى المدعي العام باعتباره متهما وليس رئيسا سابقا وخرج بكفالة مالية كأي مواطن !
الذين درسوا الحالة البرازيلية يعتبرون الرئيس “لولا دا سليفا” شكّل انتقالة مهمة في حياة البرازيل ، وخاصة عندما حولها من بلد فقير الى ثامن اقوى اقتصاد في العالم .
تلك هي القاعدة التي فقدناها ، المسؤولون الذين يحبون بلادهم ، ويضعون الضمير والأخلاق ، طريقا للعمل.