الاحتلال.. لماذا يتذكّرونه الآن؟ بقلم علي حسين

12342479_852185311568064_7945437733002550982_n

الاحتلال.. لماذا يتذكّرونه الآن؟ بقلم علي حسين
علي حسين

“لن يدنّس المحتّل أرضنا ” لافتة جميلة وبرّاقة للغاية، لكن هل يكفي البريق  والحماسة لأن  يصدّع رؤوسنا البعض بهذه الهتافات، وهم يجلسون على كراسيّ السلطة ويمارسون المسؤولية  ويتنعّمون بامتيازات التغيير الذي ما كان له أن يحصل لولا جنود المحتل  وطائرات المحتل وقاذفات المحتل؟ .

أخشى أن يكون البعض قد اعتبر مسرحية السيادة وطرد المحتل ، فرصة للحصول على أكبر قدر من المكاسب، من دون أن يقول له أحد: توقف، أو أن يكون انشغال العراقيين بالخزينة التي صحوا من النوم فوجدوها خاوية ، أو بأعاداد النازحين الذين دخلنا بهم موسوعة غينيس للأرقام القياسية ، فرصة سانحة لمن يريد استعراض مهاراته في  الجدل السياسي .
أثقلت صفحات السجال العبثي في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم مجالس سياسيينا حول، “المحتل وأشقّائه”.. والله العظيم يا جماعة “عيب”، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون بالشعارات على الضحك من مشاعر الضحايا والمهجّرين.
مناسبة الحديث عن المحتل أن بعضاً من سياسيينا، ونوابنا نراهم يخرجون بين الحين والآخر وهم يهددون أوباما بأنهم سيقطعون أنفه لو  حاول ان يدسّه في شؤون العراق في الوقت الذي لم تبق طائرة حربية  “تعتب” على سماء العراق، أرجو ألّا يظن أحد أنني أسخرُ من السادة المسؤولين، فما يجري تجاوز فــنّ السخرية بمراحل كبيرة، لكنني أحاول القول: لا شيء يحمي الشعوب من الدخول في نفق السخرية سوى ساسة يؤمنون بما يقولونه، لن أحيلكم مرة أخرى إلى مسلسلات “مجلس النواب” ولكن أتمنى عليكم قراءة الخبر الآتي بإمعان: طالب عضو مجلس النواب جمعة ديوان بإقالة رئيس ديوان الوقف الشيعي، وأنا أقرأ عنوان الخبر تصورت ان السيد النائب اخذته الحمية على اموال الوقف الشيعي التي لايعرف احد اين تذهب ، او انه يريد للاوقاف ديوانا واحدا يوحّد العراقيين تحت مظلته، لكن الرجل وبكل ” لطافة ” يريد من رئيس الوزراء تغيير رئيس الوقف الشيعي ،لأن الرجل التقى مع السفيرين الأميركي والبريطاني، وهو بذلك اساء  لسمعة التشيع، ” ياسلام ” يارجل” ضربة معلم كما يقول إخواننا المصريون، كل هذه السنوات، من النهب المنظم لثروات البلاد ومن القتل المتعمد على الهوية ومن رفع لافتة الطائفية بديلا عن لافتة الوطن وسمعة التشيّع لم تتأثر ، لاننا وبحمد الله اخترنا لمجلس النواب من هم الأكفأ والأقدر لإدارة شؤون البلاد .
لا نشكك فى مقاصد أحد، ولا نفتّش داخل النيّات، فقط نذكّر أننا نعيش أكبر أزمة في تاريخ هذه البلاد، لكنّ نوابنا وكأنّ هذه الكارثة العراقية مسألة لا علاقة لهم بها.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...