حريم السلطان على طريقة موفق الربيعي… ( كتابة علي حسين)
علي حسين
من جديد ، أرى نفسي مضطرا للاعتذار عن جهلي في شؤون القانون الدولي ، اليكم المشكلة التي أعاني منها منذ يوم أمس : يقول النائب موفق الربيعي ” ان بإمكان العراق ان يقدم شكوى لمحكمة العدل الدولية ” . وأنا اسمع هذا الحديث قلت اخيرا سيجد الضحايا العراقيون الذين قتلوا على ايدي بريطانيين عام 2004 من يدافع عنهم ويتبنى قضيتهم التي أثارتها الصحافة البريطانية الايام الماضية ، لكن فرحتي لم تكتمل بعد ان أكمل الربيعي حديثه قائلا
: ” للمطالبة بتقديم النظام السعودي الى القضاء بتهمة إنتهاك حقوق الانسان ” .
عندما شاهدت شارلي شابلن وأنا صغير كنت أتوهم ان صاحب الشارب القصير والقبعة العتيقة ، ولد هكذا ببنطلونه وسترته وانه ساخر منذ أن ولدته أمه ، ولم أكن أعرف انذاك انه درس وتعلم حتى اصبح واحدا من أبرز الساخرين خلال القرن الماضي والذي بعده ولقرون قادمة ، صحيح ان البعض حاول ان ينافسه ، لكن بكوميديا من نوع آخر كان أشهر ابطال هذا النوع الجديد الذي يسمى ” مسخرة ” المختفي عن الانظار ” عبعوب ” وانا استمع للربيعي كنت اتصور أن الأمر لا يعدو أن يكون فاصلا جديدا من الكوميديا العراقية ، أو محاولة لكسر الملل عند العراقيين الذين تغلق كل الطرق والجسور أمام تظاهراتهم الاصلاحية ، ويمنع عليهم الاقتراب لمسافة كيلو متر من جسر الجمهورية ، لكننا اليوم وبفضل ” ورقة الاصلاح ” فتحت الجسور والطرق لوصول المتظاهرين الى المنطقة الخضراء ، ولا تتوهموا مثلي إن التظاهرة رفعت شعار ” اين وعود الاصلاح ، وماذا تحقق منها ؟
” أعتذر لكم ، فالمتظاهرون أرادوا أن يدافعوا عن نظرية موفق الربيعي في القانون الدولي .
ولو مددنا خيط حديث الربيعي إلى آخره فإننا داخلون لا محالة إلى مرحلة من الاستسلام التام لما يقوله المشعوذون ، وربما تطورت هذه الحالة من القانون الذي يبرع فيه الربيعي ، إلى مجالات أخرى فى حياتنا.. ليس من بينها السياسة بالتأكيد لأننا في هذا المجال بالذات ودعنا العقل والمنطق منذ زمن بعيد.
هل هناك إضافة الى هذا المشهد الساخر .. استميحكم العذر بالعودة ثانية الى السيد الربيعي الذي طالبنا نحن العراقيين بأن نحفظ ماء وجه اردوغان ونسمح له بان ينسحب من الاراضي العراقية بهدوء .. لماذا يارجل لأن السلطان
ومعه انقرة معزولون دوليا وبحاجة الى يد حانية مثل العراق تعيد لهم الأمل وان المجتمع الدولي سيرضى عنهم وسيسمح لهم باكمال الجزء الخامس من حريم السلطان ، لكن هذه المرة برؤية اخراجية من قبل السيد موفق الربيعي.