واشنطن وباريس أم مدينة الصدر؟! ( كتابة علي حسين)…

ابراهيم-الجعفري1

واشنطن وباريس أم مدينة الصدر؟!

علي حسين  علي حسين

أنا وأنت و30 مليون عراقي مجبرون على متابعة حلقات معادة ومكررة من مسلسل مضحك اسمه ” نحن نعرف كل شيء ، ونفهم في اي شيء ” والمسلسل الذي لا تزال حلقاته متواصلة منذ اكثر من عشر سنوات بمضي السيناريو فيه على النحو الآتي : حالة من الدروشة تخيم على البرلمان والحكومة تقطعها تصريحات عابرة لمسؤولين كبار مفادها ان الحكومة ستعوض الناس عن بؤس وفقر العهود الماضية، كما جاء في معظم تصريحات الوزير الشهرستاني عندما كان وزيرا للنفط ، ثم اعيدت بالعبارات نفسها عندما اصبح نائبا لرئيس الوزراء ، وبالتزامن مع هذا التصريح كان الجو مهيأً لكي تلتهم ” الحيتان الكبيرة ” كل شيء ، ثم تنشط تصريحات محملة بغبار المعارك الوهمية ويرتفع مؤشر الحماسة الى الذروة مع استدعاء صوت القائد العام للقوات المسلحة الذي اخبرنا ذات يوم ان العراق اصبح مقبرة القاعدة ، ثم ارتفع موج التخمينات فى بورصة الوضع الامني إلى الذروة، مع استدعاء أصوات من وزارة الداخلية واخرى من الدفاع سرعان ما اعلنت أن الارهاب اندحر في العراق وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة وان ايامه معدودات .

ولكي تكتمل الحبكة يتم إقحام أسماء دول وشخصيات مدينة للعراق بسلامة امنها ، كأن يعلن أن العراق اجرى اتصالات مع البنتاغون كي يحذرهم من هجوم كيمياوي ، أو ان تطرح تجربة بغداد في اسواق البورصة من اجل ان يستفيد العالم منها ، امس ظهر الدكتور ابراهيم الجعفري وهو الذي يصر على ان لايغيب عن الشاشة ليبلغنا ، ان أجهزة المخابرات العراقية تلقت معلومات تشير الى أن فرنسا والولايات المتحدة وايران من بين الدول المستهدفة لشن هجوم عليها.
للاسف تكبد السيد وزير الخارجية قول ما لا ضرورة إطلاقا لقوله ، وهو أن السيد الوزير لم يخبر جمهوره هل كانت هناك معلومات تتعلق بهجمات ارهابية ضد بلد اسمه العراق !
والآن دعوني أسال سؤالا بريئا هل يقرأ السيد الجعفري السياسي والكاتب والطبيب الذي عاش حياته في بريطانيا ، هل يقرأ ان الـ ” الغارديان البريطانية ” لكي يعرف حجم التفجيرات وعدد الضحايا في مدينة الصدر الاخيرة ، ما دام لم تخبره الاستخبارات العسكرية بذلك ، ماذا حدث في منطقة المعامل والبياع ومدينة الحرية ؟!
من يشير على مسؤولينا بنوعية الخطب ، ومن يطلب منهم ان يخرجوا على الناس 24 ساعة في 24 ساعة ؟ أرجو، بصدق، ألا يكون السيد الجعفري من دعاة النظرية الاقتصادية التي تقول إن أفضل ترويج لسلعة رديئة لا تلقى إقبالا من االمستهلكين أن تقوم بإغراق السوق بما هو أردأ منها.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...