بيان العبادي ينقصه المهم …!!!( كتابة عدنان حسين)

العبادي وحزب الدعوة

بيان العبادي ينقصه المهمّ

عدنان حسين   عدنان حسين

البيان الذي وجّهه رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى الشعب العراقي أول من أمس، الخميس، مهم وضروري، وجاء في وقته، ولكن .. السيد العبادي قال فيه ما يُشبه قول أحدهم، وهو صادق في ما يقول، إنه جاء في القرآن أن: “لا تقربوا الصلاة”! 

ما الذي جاء في بيان العبادي؟
الرجل أكد أن النهج الإصلاحي الذي اختاره واختطه قد انطلق “من قناعتنا الراسخة بأنَّ الإصلاح الشامل والجذري وعلى قاعدة الدولة الوطنية المدنية، دولة المؤسسات، هو السبيل المفضي للاستقرار والتنمية والإعمار وتحقيق العدالة واستعادة كيان الدولة الذي استباحته قوى الشر والإرهاب والفساد”، وقال إن هذه القوى “مانعت وعرقلت مهام الإصلاح كونه يضرب بالصميم كيانها وامتيازاتها وبالأخص نظام المحاصصة وبنية الفساد اللذين ينخران جسد الدولة”. وأضاف أن حزم الإصلاح التي أُعلنت والتي ستُعلن لاحقاً إنما تهدف إلى “معالجة الخلل في بنية الدولة بجوانبها السياسية والاقتصادية والمالية والإدارية والخدمية ومكافحة الفساد”. كما أقرّ العبادي بأن إصلاحاته “لم تصل لطموحات أبناء الشعب” بعد، لكنه أكد “سنستمر بإدارة معركة الإصلاح دونما هوادة أو تراجع لتشمل روح الدولة ومؤسساتها”. وحدّد حلفاءه في هذه العملية، وهم المتظاهرون والمرجعية الدينية العليا في النجف الرشيدة التي حددت البوصلة وساندت وتساند معركتنا الإصلاحية، وفاعليات سياسية وإعلامية وثقافية “تشكّل معنا جبهة الإصلاح قبال جبهات المحاصصة والفساد والإرهاب”.
هذا كله نعرفه، ويعرفه معنا الكثير من الناس. بل نحن نعرف أكثر منه ونعرف الكثير مما وراء السطور في بيان السيد العبادي هذا، فما من جديد في البيان.. وما نريده وتمسّ حاجة الناس إليه هو الجديد الذي لم ينطوِ البيان على شيء منه.
ثمة صراع كبير جار بين جبهة الإصلاح التي حددها بيان العبادي والجبهة المناهضة للإصلاح .. ومثلما حدّد العبادي في البيان أطراف جبهة الإصلاح، كان عليه ألّا يتردّد في الكشف عن أطراف الجبهة المناهضة للإصلاح التي وصفها العبادي في بيانه بأنها “مانعت وعرقلت مهام الإصلاح كونه يضرب بالصميم كيانها وامتيازاتها”.. من حقنا جميعاً أن نعرف مَنْ مع الإصلاح مَنْ ضده .. مَنْ مع تحقيق مصالح الناس وتلبية احتياجاتهم وتأمين الحياة الكريمة والمرفّهة لهم ومن ضد هذا كله .. حقٌّ للشعب أن يعرف هذا كله، وواجب على الحكومة أن تُعلِم الشعب بهذا كله.. كما أن عدم الإفصاح عن الأطراف المناهضة يعني ترك الحبل لها على الغارب لكي تقوّي جبهتها وتواصل عملهم المعرقل والمتصدّي للإصلاح.
إذا كان السيد العبادي غير قادر على كشف مناهضي الإصلاح صراحة، لأي سبب كان، بوسعه أن يستعين، عبر مستشاريه ومساعديه، بالإعلام، كما يفعل السياسيون والزعماء في شتى بلدان العالم.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...