بلاد استبدلت جعفر علاوي بواثق البطاط !! ( كتابة علي حسين )

د جعفر علاوي

بلاد استبدلت جعفر علاوي بواثق البطاط !! ( كتابة علي حسين )

الكاتب علي حسين
علي حسين
يوم أمس نشر زميل عزيز على صفحته في الفيسبوك ، رسالة مؤثرة صاحبها واحد من أبرز أطباء السكري في العالم ، وهو الدكتور جعفر علاوي الذي عاد الى العراق بعد عام 2003 ممنياً النفس ان ساسة العهد الجديد سيبرعون في الإعمار وإدارة شؤون البلاد أكثر من براعتهم في فنون السرقة ، الدكتور علاوي يخبرنا في رسالته انه فاوض حكومة بغداد بشأن تأسيس مركز للسكري بمواصفات عالمية ، يقول : ” لم أكن اسعى للحصول على منصب او عوائد مالية ، فقط كنت اريد ان أقدم شيئا لأبناء شعبي ” الحكومة وبعد أخذ وعناء وافقت على إنشاء المشروع ،وبدا الرجل في تهيئة قطعة ارض لبناء المركز ، لكن ما هي إلا اشهر معدودات حتى تم خطف العاملين في المشروع وقتل البعض منهم ورمي جثثهم قرب الارض ، بعدها تمت مصادرة الارض من قبل جهة نافذة ، الطبيب الذي افردت المجلة الطبية البريطانية صفحاتها لبحوثه عن أمراض السكري ، لم يجد امامه بعد مشهد رمي الجثث سوى ان يحمل حقائبه ويسحب مشروع الحلم بعراق مزدهر ومعافى .

الجهات السياسية التي وقفت ضد مشروع الدكتور جعفر علاوي قررت في لحظة تاريخية مهمة أن صواريخ واثق البطاط وحدها يمكن ان تؤسس لعراق تعددي ، وان العناية بـ” طلّة ” عالية نصيف هي التي ستحمل السرور والحبور الى هذه البلاد .
كنت في هذه الزاوية قد كتبت عن الطبيب العراقي قيس كبة الذي كافأته الجمعية الطبية البريطانية بأن نقشت اسمه على جدار الشرف الى جانب عباقرة الطب الانكليز ، وحكاية الدكتور كبة لاتختلف كثيرا عن حكاية زميله جعفر علاوي ، فالبروفيسور العراقي رفض حتى عام 2007 مغادرة العراق، لكن الميليشيات “الطيبة” أرادت ان تكرّمه على خدماته الجليلة التي قدمها للبلاد فخطفته وساومته على حياته وعلمه بفدية مالية كبيرة دفعها ثم حزم حقائبه ليذهب إلى بلاد تعرف معنى ان يكون بينها عالم بحجم وكفاءة قيس كبة وجعفر علاوي ..
صار علاوي وكبة من اشهر اطباء لندن ، فبغداد محصنة ضد العلم ، تفتح ذراعيها لقفشات عبعوب ، وتستمتع بمشاريع عصام الاسدي ” العملاقة ” التي لايجوز الاقتراب منها ، لانها محصنة بسلطة المال والفساد
كانت الناس تأمل ان التغيير سيجعلها تلحق بركب اليابان وألمانيا ، فاذا بنا نستقبل على البساط الاحمر مسؤولاً صومالياً يشرح لنا افضل الطر ق للاستفادة من النهضة العمرانية والصناعية في مقاديشو ، وكان الى جانبه الدكتور ابراهيم الجعفري يومئ برأسه علامة الرضا والاطمئنان .. لقد اكتمل الحلم ببناء عراق متطور
كنا نضرب كفاً بكف تعجباً حين نرى في الافلام المصرية ، الناس تسكن في المقابر ، واذا بنا بعد سنوات من ظهور المطلك والمالكي لانجد خياماً تقي هذا الشعب مهانة وذلّ الشتاء !

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...