إستراتيجية التدمير وتكتيك النهش والمشاغلة …!!!؟؟؟

مركز عراقي روسي ايراني سوري 1

إستراتيجية التدمير وتكتيك النهش والمشاغلة …!!!؟؟؟

العميد المستشار ضياء الوكيل

ضياء الوكيل*

عندما يتعرض الوطن للعدوان والتهديد الخارجي يفترض أن تتوحد المواقف وتعبأ الطاقات والموارد ويحتشد الجميع مع القوات المسلحة والحشد الشعبي والمقاتلين كافة في جبهة التصدي للعدوان وردع المعتدين وحماية الوطن بكل الوسائل والسبل المتاحة وهذا ليس تنظير ولكنّهُ استحقاقُ الانتماء وواجبٌ وطنيٌ تحرص على تكريس معانيه والتزاماتهِ كل دول العالم وعلى اختلاف أنظمتها ( الديمقراطية والدكتاتورية) إلا في العراق فلم تفلح الحرب على الإرهاب وتحدياتها المصيرية في جمع الفرقاء على كلمة سواء بل عمّقت الهوّة والاختلاف بينهم حتى طفت التناقضات والانقسامات على قنوات الإعلام ومنابر السياسة.. ولا يغيب على المتابع للشأن العراقي وجود محوران وجبهتان على خارطة الصراع الحالي .. أحداهما ترى الخلاص في التعاون الرباعي وتدعو إلى تدخل عسكري روسي في الأزمة العراقية.. فيما يرى الفريق الثاني أن التحالف الدولي والوجود الأمريكي يوفر مظلة ومساحة آمنة وقوة لحفظ التوازن مع الطرف الآخر… أما الأمريكان وحلفاءهم فأنهم ينظرون بقلق إلى السياسة العراقية ويرون أنها لم تحسم أمرها وخيارها بشكل قاطع في هذا الأمر الحساس وأرسلوا رئيس أركانهم جوزيف دانفورد إلى بغداد للحصول على أجوبة شافية وتعهدات حاسمة في هذا الأمر.. وتبقى العمليات العسكرية رهينة الموقف السياسي ومزاجه المتقلب..

وبين هذا وذاك تستمر (داعش) في رقصة الدم على أشلاء الوطن الجريح وهي تتقن اللعبة وقواعدها وتعتاش على الخلافات والانقسام والضعف.. في حين يستمر نزيف الدماء الغالي واستنزاف موارد الدولة مع دخول أزمة النازحين شتاءها الثاني وسط طوفان الأمطار والمرض والضياع.. وتبقى الحياة والآمال معطّلة بانتظار الحل الذي يحتاج إلى تغليب مصلحة الوطن والشعب على المصالح والمكاسب الفئوية والشخصية والحزبية والبحث في المشتركات التي تجعل من قسوة الحرب وتضحياتها خطوة باتجاه تحرير الأرض والإنسان وهزيمة العدوان وإعادة بناء الدولة على أسس الولاء للوطن وحفظ كرامة وحقوق الإنسان..

باستطاعة أمريكا الضحك على العالم وخوض الحرب على خريطة من القماش وبإمكان الروس كسر الإيقاع ومراقصة الأيديولوجيات المجنونة في الشرق الأوسط وبين إستراتيجية التدمير والاحتواء وتكتيك النهش والمشاغلة تظهر حاجة الوطن إلى بلورة سياسة أكثر عمقا وحكمة وجرأة… تضبط الإيقاع المنفلت للأحداث وترأب الصدع وتجسر الهوّة بين الفرقاء وتجمعهم على المشتركات الممكنة لإنقاذ العراق من أزمته الراهنة دون أملاءات أو شروط أو استقواء بأطراف خارجية.. والسؤال الأكثر إلحاحا وسط هذا الضجيج: من يبادر ويسحب عجلة الوطن من حافة الجبل ويدفعها باتجاه بر الأمان..؟؟ وبانتظار الإجابة نسترشد بالصبر والأمل والعمل والعرب تقول..( الانتظار خيرُ مستشار)…

*مستشار وخبير أمني

شاهد أيضاً

ديوان بغداد.. بقلم ضياء الوكيل*

الحوار حضارة ورقي وثقافة، ودليل وعي وتفاؤل واستقرار..