عراق عمار الشبلي ورفاقه… وأسأل النائب المتباكي على ولي نعمته، لماذا لم نسمع له صوتا يدين به عمليات السرقة والنهب للمال العام التي مورست خلال ثمان سنوات عجاف؟ (كتابة علي حسين)

عمار الشبلي والمالكي

عراق عمار الشبلي ورفاقه… وأسأل النائب المتباكي على ولي نعمته، لماذا لم نسمع له صوتا يدين به عمليات السرقة والنهب للمال العام التي مورست خلال ثمان سنوات عجاف؟ (كتابة علي حسين)
الكاتب علي حسين   علي حسين

ربما كان ميرابو، خطيب الثورة الفرنسية، اول من استخدم مصطلح “العقول النتنة” وهو يهدد خصومه بخطب “عصماء” وباصبع ظل مرتفعا يرسل الخصوم إلى المقصلة واحدا وراء الآخر، وعندما كرر موسوليني استعارة هذه المصطلحات “الثورية” كان يصرخ: “لا مكان للعظام العفنة بعد اليوم”.، وهي العبارة نفسها التي اقتبسها “الثوري” علي صالح السعدي يوم وقف خطيبا عام 1963 ليهدد باصبعه : “اسحقوا اصحاب العقول النتنة حتى العظم “

خطب العنف تبدأ بالشتائم وتنتهي بالخيبة ، لكن للسياسة لغة أخرى، ربما لايدركها ساستنا، ولا يريدون ان يتعلموها، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وقادة المانيا يعتذرون لشعبهم وشعوب العالم عما فعله مجنون قص شاربه ظنا منه ان الناس سوف تسحرها هذه التقليعة ، فلم يجد في النهاية الا شارلي شابلن يسخر منه في الحياة والسينما.. ظن هتلر انه المانيا، والمانيا هو، لكنه صحا ذات ليلة ليجد نفسه وحيدا، واذا المانيا التي ارادها ان تقص شواربها تحولت الى ركام .
نوابنا الاعزاء اذا كنتم تعرفون القراءة ، اتمنى عليكم ان تعيدوا قراءة تاريخ الشعوب، فسوف تجدون ان الخاسر على الدوام صاحب الصوت العالي، فيما اصحاب الصوت الخافض يسيرون مطمئنين يعمرون البلدان
للأسف هناك من يعتقد أن الصوت العالي ، يكفي لكي يحول أي شخص إلى سياسي، وهذا ما وقع به الكثير من النواب الذين تصوروا أن الفشل في الحياة يمكن أن يفتح لهم أبوابا في مجالات أخرى ولتكن السياسية..
هنا أنا أرصد الحالة من خلال الكم الهائل من الشتائم التي وجهها ويوجهها اعضاء ائتلاف دولة القانون لكل من يخالفهم في الرأي ، وكان آخرها واعتقد ليس ختامها ما قاله النائب عن دولة القانون عمار الشبلي وهو يصف كل من يطالب بمحاسبة المتسببين بهد ر المال العام بـ “الافواه النتنة” لماذا ايها النائب “الهمام” لان حيدر العبادي تحدث عن الفساد في الحكومات السابقة ولهذا امتشق النائب سيفه ليهدد الجميع: “وقفنا اليوم لتكميم الافواه ، ونقول لهم ان اصواتكم النشاز وماكنة الاكاذيب التي تستخدمونها اليوم لن تنال منا او قياداتنا التي عرفت بالشجاعة والوطنية والاخلاص”.
وأسأل النائب المتباكي على ولي نعمته، لماذا لم نسمع له صوتا يدين به عمليات السرقة والنهب للمال العام التي مورست خلال ثمان سنوات عجاف؟
والآن دعوني أتساءل هل يصغر العراق ويتضاءل ويتراجع لو أن النائب الشبلي وأمثاله اعتزلوا السياسة وتفرغوا لمشاريعهم الخاصة؟ وهل كان العراق ضئيلا وهزيلا قبل أن يقرر السيد الشبلي دخول العمل السياسي ، ثم تعملقت وتضخمت البلاد فجأة مع حصول الشبلي وإخوة له على مقاعد في البرلمان؟

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...