الجمعة مقبلة ماذا ستقول يا رئيس الوزراء ؟ كتابة/ عماد آل جلال

حيدر-العبادي-رئيس-وزراء-العراق

 الجمعة مقبلة ماذا ستقول يا رئيس الوزراء ؟

عماد آل جلال

 

كتابة/ عماد آل جلال

ما الجديد في الحزمة الثالثة من ورقة الإصلاحات التي أعلنها رئيس الوزراء حيدر العبادي؟ وهل تقترب من مطالبات المتظاهرين في بغداد وباقي المحافظات أم العكس؟.

وهل باشرت رئاسة الوزراء في تنفيذ الإصلاحات قبل غيرها من الرئاسات الثلاث ؟

اسئلة تدور في اذهان المواطن المنتفض ضد الفساد وسراق المال العام، هذا المواطن العالق في منتصف الطريق طوال سنوات مضت وجد نفسه بعد أن ضاع بين الوعود الكاذبة والأنتظار الممل لوعود أنطلت عليه في غفلة من الزمن وحاول تصديقها، فمرت الأسابيع والشهور والسنون وظلت الوعود حلما يراوح مكانه حتى تحول الى كابوس مزعج صحا منه العراقيون بعد إن أطنب في إيذائهم عندما طال أذاه سبل عيش المواطن البسيط واولاده وحياته اليومية التي تعقدت وتزداد تعقيدا كل يوم.

خروج الجماهيرالى الشارع في عز الصيف ليـــس فرصة للتسلية والتنزه، إنما هو ضرورة حتمية أملتها عوامل الظلم وفساد القضاء وتردي الخدمات وظهور عصابات الخطف والجريمة، وبيع الوظائف وتزايد طوابير العاطلين وارتفاع معدلات الفقر الى مستويات مخيفة وعودة الأمية من الباب الواسع بعد ان أوصدها العراقيون فيما مضى، كل ذلك وغيره حفز المواطن الذي يجد نفسه أمام خيارين أحلاهما مر، فهو إما ان يخرج الى الشارع ليغير قواعد الفساد والظلم وتحكم أحزاب فاشلة بالحكومة ومجلس النواب ومجلس القضاء، لا هم لها سوى جمع المال ونهب ثروة العراق، أو يهاجر الى بلاد الغربة تاركاً خلفه ذكرياته وأماله ووطنه الذي يعد من أغنى بلدان العالم ويبدأ من الصفر.

الشارع العراقي يا رئيس الوزراء لا يمكن أن يغمض عينيه مرة أخرى ليضيع الوطن، المتظاهرون وخلفهم الشعب كله والمرجعية الرشيدة، توحدوا خلف راية العراق ليضعوا حدا فاصلا بين مرحلتين، مرحلة يعدها شعبنا قد انتهت مع أول شرارة لأنتفاضة الشعب العراقي، وأخرى ينتظرها وهو يقف مع رئيس الوزراء حيدر العبادي بعد أن فوضه الشعب والمرجعية جهارا وعلنا لإجراء التغيير الحقيقي وليس الشكلي أستنادا الى الشرعية الثورية الشعبية العارمة وليس دستور صناديق الأنتخابات المزورة.

الحزمة الثالثة تقدم بها رئيس الوزراء مع ما فيها من فقرات مهمة لكنها لا تلامس مطالب الشعب الذي يريد الخلاص والتغيير لا الترقيع، يريد حكومة تكنوقراط ، يريد برلمانا حقيقياً، وقضاءً عادلاً، يريد دولة مدنية يتمتع فيها الجميع بحقوق المواطنة التي تنص عليها القوانين والاعراف الدولية، يريد دستورا يكفل الحياة الكريمة لكل مواطن، يريد الخدمات، فرص العمل، تنمية حقيقية، الخلاص من الطائفية والواسطة.

أنت قلت يا رئيس الوزراء إن حربنا ضد الأرهاب هي ذاتها حربنا على الفساد وسراق المال العام وتعهدت بالتصدي لهم مهما كان عنوان الحزب الذي ينتمون اليه، والجميع يعرف إنها مهمة مستحيلة بوجود هؤلاء في قلب السلطة ونفوذهم يعلوا على القانون وميليشياتهم مستنفرة في كل مكان. لهذا وضع الشعب نفسه معك في كفة الأصلاح ومازال يتطلع الى قرارات حازمة تعيد للعراق مكانته المشرفة وهناك عبر الحدود ملايين العراقيين الذين ينتظرون يوم العودة الى أحضان الوطن بعد أن ارهقتهم الغربة.

مضت أسابيع على طرح حزمة الأصلاحات الأولى والحزمة الثانية، فما الذي تحقق منها؟ من حق الشعب أن يعرف ما يجري في الكواليس ، وثمة من يتساءل في الشارع هل بدأت الأصلاحات في رئاسة الوزراء حقا أم لا؟ وهل هي حقيقية أم شكلية، وكيف يتحقق الأصلاح والقضاء فاسد؟ . هنـــــــاك الكثير مما يقال وفيه كم كبير من الأسى والحزن والأســــــــــف، وهناك ايضا شعب مازال ينتظر قرارات لا يجرؤ على إتخاذها الا من آمن بالعراق وشعبه وحتمية النصر في معركة الحق ضد الباطل والجهل والتخلف. الجمعة مقبلة فماذا ستقول يارئيس الوزراء ؟.

 

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...