Dead Angles.. بقلم ضياء الوكيل*

Tweet

حشر العراقيين داخل أزمات متتالية وعلى أكثر من صعيد( سياسي،اقتصادي،أمني)، وضغطهم وسط مشهد مشحون بكل أسباب القلق ودواعي الاحتقان واليأس، ليس أمراً عارضا كما يتصوّر البعض، إنّما هو أحد وسائل السيطرة عبر إيصال المجتمع لحالة من الاحباط والدفع به نحو ضفة الانصياع والانحناء للأمر الواقع وقبوله على علّاتهِ وفشله وفساده، أو مواجهة العنف والفوضى والخراب، وهذا المشهد المأزوم يضع المجتمع أمام خيارين أحلاهما أمرّ من الحنظل، وهذه المقاربة السياسية الماكرة تحاول سرقة الشجاعة من المجتمع وترويضه على الخضوع والإذعان والرضى بالهوان والقبول بواقع مرير على أنه قدر ومكتوب، ولكن هذا الأسلوب الذي يقلل من درجة الإحساس بالمخاطر والتهديدات الداخلية والخارجية قد يؤدي الى نتائج مغايرة وصادمة، بعيدة عن ضفة الانصياع وقد يتجه الى التمرّد والثورة ويخرج عن السيطرة، وربما يفرض معادلات تناقض المقاربة السياسية الجائرة وهي إمّا أن تستطيع الطبقة السياسية رفع أثقال ومسؤوليات أربعين مليون عراقي، أو ينزل ثقل تلك الملايين عليها ويكتم أنفاسها ويطحن عظامها، وقد ينهار السقف على رؤوس الجميع، يقول المفكر البريطاني أريك هوبسباوم( لا يمكن فهم خراب الأمم ما لم نفهم أوهام قادتها)، وفي العراق تجاوزنا فرضية الأوهام الى عبادة السلطة والجوع القديم الى الثروة والمال والزعامة واذلال الخصوم، وبعض القوى ضلّت طريقها نحو المستقبل، ووضعت البلاد والعباد أمام مفترق طرق، ومرحلة فاصلة وخطرة جدا، وفي هذا الظرف العصيب يحتاج الكثير من السياسيين الى التحلي بفضيلة التواضع والاعتدال والحكمة، والنظر الى المرآة لمواجهة الحقائق المُرّة..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع والعمليات(2012-2013)