تحولات تاريخية مرتقبه.. بقلم ضياء الوكيل*

أمريكا تعيد انتشارها السياسي والعسكري على المسرح الاستراتيجي العالمي، وتهندس للآخرين أدوارهم لملأ الفراغ، ولكن على المقاسات الأمريكية، والشرق الأوسط والخليج لهما نصيب من هذه التحولات التاريخية المرتقبة، ومنها (انتقال إمارة المنطقة العربية) الى (ثلاث قوى اقليمية)، إثنتان منهما تم الاتفاق المبدئي معهما دون الإعلان عن ذلك، وهذا استنتاج تتقاطع في تفاصيله الكثير من الأحداث ولكن لا يمكن القطع فيه حاليا لأن الموضوع محاط بالكثير من التعتيم والتمويه والسريّة، أمّا القوّة الثالثة فما زالت قيد التفاوض والأمر لم يحسم معها بعد، وملخص المشهد: هو تقاسم للنفوذ، وإعادة صياغة البيئة الإستراتيجية، وربط مسارح العمليات العسكرية من(تخوم قزوين الى اواسط آسيا باتجاه الشرق الأوسط والخليج)، وتحديد الخطوط الحمراء والخرائط التي يتولى فيه الوكلاء ضمان المصالح الأمريكية، مقابل دور اقليمي محدد، وقسط من الأرباح، وهذا التطور  الدراماتيكي إن حدث سيزيد من حالة الإضطراب والفوضى وربّما يشعل حروبا وحرائق وأزمات جديدة في المنطقة، السؤال هنا: هل نحن أمام يالطا جديد؟؟ وهل انتهت الحروب أم أنّها في مرحلة الاحماء والتسخين؟؟ ومن يلعب دور روزفلت وستالين وتشرشل؟؟ هل يعيد التاريخ نفسه؟؟ وإن فعل وعاد.. أين يالطا ذلك المنتجع الأوكراني الشهير الذي احتضن لقاء الثلاثة الكبار، هل سقط فعلا تحت نيران الدب الروسي!!؟؟ هل هي مصادفة تاريخية أم نتيجة حتمية لصراع المصالح والنفوذ بين القوى الكبرى؟؟ والعراق ليس بعيدا عمّا يجري فهو جزء من المسرح الاستراتيجي الاقليمي وعند خطوط التماس وفي قلب العاصفة، يحضرني في هذا المشهد مثل فرنسي شائع اتخذه الكاتب الفرنسي الشهير(اندريه موروا) عنوانا لاحدى رواياته وهو ( غير المتوقع يحدث دائما) فهل نحن مستعدون لغير المتوقع..؟؟ الجواب عند أصحاب القرار، لا شكّ أنّ العالم يعود الى منطق موازين القوى العسكرية،وفرض مشروعية القوّة الغاشمة، وهذا يوقظ التناقضات الغائبة والغافية وعواملها المعقدة والمركبة، ويحولها الى عناصر نشيطة في الصدام والتدافع وانهيار الأبنية المعنوية والأخلاقية لقوانين التاريخ والقوّة، ولذلك فأن المشكلة ليست في الحاضر رغم قسوته، إنّما بالمستقبل الذي يبدو قاتما..

*مستشار وناطق رسمي سابق لمكتب القائد العام ووزارة الدفاع

الثلاثة الكبار في مؤتمر يالطا 1945

شاهد أيضاً

تحوّل القوّة.. بقلم ضياء الوكيل*(تحليل)

هل اقتنعت ايران أن الصعود الإستراتيجي في المنطقة يعتمد على شرط أساسي وهو(تحوّل القوّة) أو الإنتقال الى مرحلة التحدّي والصدام المباشر، وتغيير أنماط الصراع، وقواعد اللعبة؟ هل يزيد ذلك من المخاوف في وقوع حرب وقائية؟ أم أن الأمر يحتاج الى المزيد من المراقبة للوضع، وتقييم للخطوة التالية..!؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.