إشتباك الثلاثاء المسلح.. بقلم ضياء الوكيل*

شهدت الساعات الأولى من فجر الثلاثاء المصادف( 15 أيلول 2020 ) إشتباكا مسلحا بين صواريخ الكاتيوشا من جهة، ومضادات السفارة الأمريكية في الجانب المقابل، ومسرحه سماء العاصمة بغداد، وكان من القوّة والعنف بحيث سمعت به كل أرجاء المدينه وسكانها، وتداولته مواقع التواصل الإجتماعي والإعلامي، (صورا وفديو)، إلا أن الحكومة والمؤسسات المعنية، لاذت بالصمت والتجاهل، ولم تعلق على هذا الحدث المهم..!! ورأيي الشخصي، ومع تفهمي لمقدار الحرج الذي تشعر به الحكومة، والدوائر ذات العلاقة، إتجاه هذا الخرق الخطير، إلا أن تجاهل الحدث لا ينفي وقوعه، ولا يضمن عدم تكراره، والدليل أن اليوم التالي المصادف الأربعاء شهد هجوما على المنطقة الخضراء وأصاب العمارة السكنية رقم (31) حسب البيان الرسمي ، ولكن الهجوم هذه المرّة كان صباحا، وفي إعتقادي أن عدم تبني موقف سياسي واضح، أو إلتزام سياسة الحياد، ومسك العصا من الوسط، (ليس مع الهجمات أو ضدها)، خطوة سياسية تفتقر للحكمة والجرأة، وليس لها تفسير غير أنّها محاولة للإفلات من إستحقاق سياسي وأمني، وذلك لا يليق بالمستوى الحكومي المسؤول، وكان من الأفضل مصارحة الشعب بما يجري، وغياب الموقف الرسمي ترك الفضاء الإلكتروني والإعلامي مفتوحا، للدعايات، والإشاعات، والإجتهادات، والإعلام المضاد، وذلك لا يخدم أحد، ثم أن الموقف الحكومي هو دليل عمل، وخارطة طريق لبقية المؤسسات، فأن كانت الدولة والحكومة تلجأ الى الحياد، أو الصمت، أو الوقوف في المنطقة الرمادية (اللاموقف)..!! فماذا ننتظر من الذين يتولون متابعة هذا الملف الحساس على الأرض..؟؟ أليست الناس على دين ملوكها،وتتبع من يحكمها..؟؟ فكيف إذا كانت الملوك مثل (طائر البطريق الملك) محسوبا على الطير ولكنه لا يطير..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد(2012-2013)

شاهد أيضاً

يا سيفَ ذِيْ يَزَنِ..بقلم ضياء الوكيل*

موقف شجاع لم تتجرأ على مثلهِ دولٌ كبرى مثل روسيا والصين، ولا دول عربية واسلامية ما زالت تتفرج على حرب الإبادة النازية في غزّة وهي منشغلة بالتبرير والتفسير والعجز والانبطاح..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.