عمى مؤقت.. بقلم ضياء الوكيل

الرئيس الأمريكي وعبر مؤتمر صحفي شكر السلطات اللبنانية لتعاونها في إطلاق سراح (عامر فاخوري) حامل الجنسية الأمريكية من أصول لبنانية، والملقّب في لبنان (جزّار الخيام) ومتهم بعدة قضايا من بينها (خطف وحجز وقتل وتعذيب لبنانيين والتعاون مع الإحتلال)، ولا عزاء لضحاياه الذين خذلوا ودفعوا الثمن مرتين..!! كيف.؟

(الأولى): عندما خضعوا لتعذيبه في معتقل الخيام السيئ، وبعضهم رحل وطواه الثرى، وما تبقى لا زال يعاني من عاهات نفسية وصحية دائمة، (والثانية): حينما صدقوا أكاذيب السياسة ونفاق السياسيين واندفعوا في حملة واسعة طالبوا فيها بمحاكمة جلادهم ولم يعلموا أن أصواتهم وقضيتهم ليست أكثر من أوراق ضغط لتسخين المزاد ورفع ثمن الصفقة التي انتهت بإطلاق سراحه بشكل مفاجئ ووسط ذهول الضحايا وإستغراب المراقبين، (الخلاصة): من السذاجة والخطأ تفسير التصريحات السياسية بصفاء نية أو تصديقها دون مراجعة واعية وحذرة، فالمناورة لعبة السياسة، والسياسي يظهر ما لا يبطن، ويقول شيئا ويضمر أشياء أخرى.. وذلك ينسحب على التصريحات السياسية في العراق فبعضها بالونات إختبار معبأة بغازات ملونة ولكنها سامّة تصيب المتلقين بعمى مؤقت، وبعضها للمزايدة والإستهلاك الإعلامي، والآخر لتحسين موقف التفاوض والحصول على مكاسب إضافية، أما الحقائق فصادمة ومريرة وتلك تدور في غرف مغلقة بعيدة عن مصالح الناس وهموم الوطن.. ورحم الله الرصافي الذي قال:

“لا يَخدعَنكَ هُتافُ القومِ بالوَطَنِ*** فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن”

شاهد أيضاً

يا سيفَ ذِيْ يَزَنِ..بقلم ضياء الوكيل*

موقف شجاع لم تتجرأ على مثلهِ دولٌ كبرى مثل روسيا والصين، ولا دول عربية واسلامية ما زالت تتفرج على حرب الإبادة النازية في غزّة وهي منشغلة بالتبرير والتفسير والعجز والانبطاح..