محمد القاسم يبيّض وجه صدام..!!؟؟ بقلم عدنان حسين ( عن جريدة المدى)

بغداد ضاجّة بالشكوى دائماً.. لشكواها ألف وجه ووجه، وموضوعات الشكوى بألف صنف وصنف، وما غير بغداد من مدينة كانت ستقوى على المكابدة والمكابرة انتظاراً للنظر في شكاواها بعين الرأفة … دعكم من حلّها.
وبغداد ضاجّة هذه الأيام بالشكوى من إغلاق واحد من أهم شرايينها المرورية، طريق محمد القاسم السريع. فهذا الإغلاق تسبّب في اختناق الشوارع والساحات وسط العاصمة وفي بعض الضواحي بالسيارات. والأنكى من كل شيء أنّ أمانة بغداد اختارت أسوأ توقيت لإغلاق طريق محمد القاسم، وهو بداية العام الدراسي، كما لو أنّ جهة معادية قد فرضت عمداً هذا التوقيت لمعاقبة سكان العاصمة وزائريها عن جناية لم يرتكبوها، إلا إذا كان السكن والعمل في بغداد جريمة.. !
أمانة بغداد لديها حجّة قويّة لتبرير الإغلاق في هذا الوقت بالذات، هي أنّ جزءاً من الطريق آيل إلى الانهيار، وبالطبع فإن من الحماقة الإبقاء عليه مفتوحاً حتى ينهار بمَنْ يسير عليه من سيارات بركّابها وحمولاتها.
لا أعرف بالضبط لماذا انتظرت الأمانة كلّ هذا الوقت لكي تُقرِّر إصلاح الطريق وترميمه، لكن بالوسع التقدير بأنّ ضيق ذات اليد هو السبب، فما مِن تخصيصات مالية كافية مرصودة في الوقت المناسب لهذا الأمر… كلّ الوزارات والمؤسسات الحكومية تجأر بالشكوى من هذا النوع.
حال طريق محمد القاسم جزء من محنة كبرى نكابدُ وقائعها وعواقبها على مدار الساعة في “العراق الجديد” .. إنها محنة الفساد الإداري والمالي. الفاسدون لم يتركوا لدوائر الدولة ما تحتاج إليه من سيولة مالية لتنفيذ المشاريع الخدمية والزراعية والصناعية الضرورية. أمانة بغداد مرّ بها فاسدون كثيرون كانت الربح من الانترنت عهد صدام الذي أصبح من الماضي منذ ما يزيد على أربع عشرة سنة. نظامنا الجديد لم يُفلح حتى الآن في بناء طريق واحدة من هذا النوع المتميّز بقوته وثباته، بل هو عجزَ عن ترميم “طرق صدام” التي تآكلت في الكثير جداً من أجزائها بسبب غياب الصيانة، وعدم فرض رقابة صارمة على الاستعمال الجائر لهذه الطرق، فآلاف اللوريات المعبّأة بحمولات مفرطة تمرّ على هذه الطرق يومياً ما يستبّب في تلفها. 
ومن “فضائل” نظامنا الجديد أيضاً أنه لم يشأ أن يُعيد الحياة إلى السكك الحديد لتكون الناقل الرئيس للبضائع الواردة إلى البلاد من كلّ حدب وصوب، ففاسدو نظامنا الجديد لا يتركون شيئاً ( من المال العام) لأيّ شيء.
وبالنتيجة فإن نظامنا الجديد، بوجهه الأسود من فرط الفساد، قد بيّضَ وجه نظام صدام.. إغلاق طريق محمد القاسم شاهد آخر ..!

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...