أبو كَاطع – على ضفاف السخرية الحزينة.. كتاب جديد للكاتب د. عبد الحسين شعبان

 

بيروت، بغداد – (المحرر الثقافي) خاص:

صدر عن دار الفارابي في بيروت كتاب جديد للكاتب عبد الحسين شعبان وهو بعنوان ” أبو كَاطع – على ضفاف السخرية الحزينة” وهو طبعة ثانية بعد أن نفذت الطبعة الأولى التي صدرت في لندن (1998) عن دار الكتاب العربي.

وكان المؤلف قد تبرّع بريع كتابه إلى أطفال العراق الذين كانوا يعانون من الحصار حينها، كما يتبرع الآن بريع هذه الطبعة إلى الأطفال النازحين من الموصل وغيرها من مناطق غرب العراق.

وقد أهدى المؤلف الكتاب إلى الشاعر مظفر النواب “وضاعت زهرة الصبّار” أما صورة الغلاف فهي بريشة الفنان عمران القيسي، وتصدّرت الصفحات الأولى من الكتاب قصيدة للشاعر هاشم شفيق بعنوان “بورتريه شمران الياسري – أبو كَاطع ” وقصيدة للشاعر الفلسطيني راسم المدهون بعنوان ” غيبة بين حيفا وبيروت” مهداة إلى ” أبو كَاطع″.

   أما صفحة الغلاف الأخيرة فقد جاءت بقلم الكاتب والروائي جمعة اللامي وجاء فيها :

«القمَمُ، هي التي تَضربُها الصاعقة»

(أسخيلوس)

“كتاب الباحث والأديب عبد الحسين شعبان، رسالة في ثقافة الصداقة والصديق، بعلوّ هامة أطرافها، وصدق أنفسهم، ونبالة أرواحهم. وهو وثيقة لا تسترجع الماضي القريب فقط، لكنّه أيضاً، وعلى نحو مؤكّد، رسالة إلى المستقبل، لأنّ المشروع الكبير الذي ارتبط به “أبو كاطع″ ، إنّما هو المستقبل.

حسناً فعل شعبان، حين وضع متلقّي رسالته هذه ، أمام بانوراما لإنسان متصالح مع نفسه وتاريخه، وأمين على مُثُله ( بصرف النظر عن الاتّفاق أو الاختلاف معه ) وهو كاتب يعرف حقوقه وواجباته، كان رأى في الكتابة الأدبية والثقافية عموماً، مهمّة إنسانية نبيلة، تقترن بالفضيلة وتتبادل مع قيمها المنافع الروحية العليا.

كان للصداقات العظيمة بين المناضلين قوّة المثل وجدارة الحياة  و صوابية الاختيار. وفي هذا الفضاء ، حيث المواجهة والصراع، مع النفس وفي داخل البيت الواحد وفي النفي المزدوج أيضاً، في الوطن وخارجه، كانت الصداقة ترفع رقبتها عالية جدّاً ليراها الإنسان العراقي الكفيف، شامخة وهو في بصرى الشام.

إنّ من يعرف عن قرب الرفقة الكريمة المبنيّة على تشييد تلك الآمال السامية، سيزداد معرفة  بشمران و شعبان حيث الجوامع بينهما كثيرة : الإنسان، المثقف، الكاتب، المناضل، المختلف، والمنفي، مثلما سيعرف أنّ الشخصيات التي خلقها “أبو كَاطع″ في أعماله الروائية  وفي كتاباته الصحفية ، غنيّة بمُثل الصداقة التي كانت طابعاً مميّزاً في التكوين الإنساني له المنسجم  مع خياره الأخلاقي ، حتى في رحيله الشجاع.”

احتوى الكتاب على إهداء وأربعة فصول  وهي من أصل الطبعة الأولى ، وإضمامتين  الأولى ضمّت مقالتين جديدتين للكاتب، إحداهما بعنوان “فن الضحك والسخرية في أدب أبو كَاطع″ وثانيتهما بعنوان “وأبو كَاطع – السخرية والأسئلة الملغومة” ، واحتوت الإضمامة الثانية على نصوص ووثائق شملت بعض أقصوصات وحكايات لأبو كَاطع بعضها كان قد نشر لأول مرّة في الطبعة الأولى، إضافة بعض الكتابات عن أبو كَاطع.

كما ضمّت الطبعة الجديدة مقدمة طويلة بعنوان ” أبو كَاطع – بعد 35 عاماً على رحيله” وهي موجهة بالأساس للقارئ  العراقي، الذي حُرم من الاطلاع على الطبعة الأولى بسبب كون الكاتب والمكتوب عنه ممنوعين، باستثناء نسخ محدودة ومستنسخة خلال فترة التسعينات عثر الكاتب على واحدة منها في شارع المتنبي بعد العام 2003.

كتاب أبو كَاطع  صرخة بوجه النسيان والجحود والزيف واللامبالاة، وجاء في مقدمة الكاتب الجديدة

 ” وإنني إذّ أضع الطبعة الثانية بيد القرّاء، فإنّها تأتي في ظروف مختلفة، فلم يعد هناك حظرٌ على ” أبو كَاطع″ أو على الكاتب، وبلا أدنى شك فسيكون القارئ العراقي أول المستهدَفين، خصوصاً وأنّ الطبعة الأولى قد نفدت، علماً بأن نصيب القارئ العراقي في داخل العراق منها كان محدوداً جداً، بل لا يكاد يُذكر، بسبب الأوضاع السياسية وظروف الحصار الدولي الجائر.

ولأنّ ما كتبه “أبوگاطع″ لا يزال راهنياً، بل يمثّل جزءًا من حياتنا اليومية، فإنه لا يزال حاضراً بيننا، وأراه باستمرار في المعركة الدائرة في مجتمعاتنا ضدّ التعصّب والتطرّف والغلوّ والطائفية، وهي معركة الحداثة والحرّية وحقوق الإنسان والجمال والانفتاح واستعادة هيبة الدولة الوطنية ووحدتها، في مواجهة استمرار التخلّف والقمع والإقصاء والقبح والانغلاق والفوضى والميليشيات.

تلك هي معركة “أبو گاطع″، وهي معركة خارجية ضد الهيمنة ومحاولات فرض الاستتباع والإرهاب بقدر ما هي معركة داخلية ضد قوى الظلام والاستبداد، إنّها معركة مع الآخر وفي الوقت نفسه هي معركة مع الذات أيضاً، (النحن والأنا) لتطهيرها مما علق بها من أدران وترهات وتشويهات. إنّها باختصار معركة الحقيقة والتقدّم، وبالطبع فهي معركة كل كاتب حرّ وصاحب فكر منفتح.”

الكتاب يتألّف من 286 صفحة من القطع المتوسط – دار الفارابي ، بيروت ، تموز (يوليو) 2017

شاهد أيضاً

عن “المزاجنجي” محمود عبد العزيز… (بقلم المحرر محمود عادل)

Tweet أكتب تلك الكلمات وأنا في حالة من الحزن ممزوجة بالصدمة لرحيل شخص لم أره ...