طلاق من نوع آخر…!!؟؟ بقلم خالد عبد الكريم (عن جريدة الزمان)

khalid-abdelkereem-240x300

تنتشر هذه الأيام حالات الطلاق. وترتفع معدلات الطلاق بالعراق لعديد من الأسباب، وأغلبها معلومة بنسبة كبيرة للجميع. لكني اليوم أريد أن أسلط الضوء على حالات “غريبة عجيبة” حدث ولايزال يحدث فيها الطلاق ، وكأن الطلاق أمر هين ومباح للجميع ، وأصبح هو “الخيار الأسهل” في الحياة، ليس كما وصفه الرسول الكريم بأنه (أبغض الحلال عند الله)!.

ومن تلكَ الحالات الغريبة التي سمعت بها وبعضها حدثت لأشخاص أعرفهم جيداً هي :

 الحالة الأولى : حدثت بين زوجين شابين الرجل هنا كان منتسب في وزارة الداخلية العراقية، والزوجة شابة لاتزال طالبة في المرحلة الإعدادية، وَبليلةٍ وضحاها خرج الزوج ولم يعد إلى المنزل! حتى لم يتصل بزوجتهِ ويقول لها إنه مغادر أو ذاهب إلى مكان عملهِ!. لا بل كان الزوج قد حملَ حقيبة السفر وذهب مهاجراً إلى أوربا بدون أن يخبر زوجتهِ ولا أحداً من أهلها! وهنا بدأت الزوجة تتصل وتسأل ولا أحد يعلم أين ذهب زوجها، المسكينة ذهبت إلى بيت أبيها تبكي وتنتظر خبرا عن زوجها ، الذي لم يخبر أحد بسفرهِ حتى وصولهِ إلى ألمانيا ومن هناك إتصل بها وبشرها بوصولهِ وبعدها قال: إنه كلف أحد الأصدقاء يسلمها ورقة طلاقها مع كافة الحقوق! وتعجب بأنه لم يوصل الأمانة ذلك الصديق بعد مرور خمسة وعشرين يوماً من مغادرتهِ البلد !

كانت صدمةً كبيرة جداً أدت إلى ضياع الزوجة بعقلية الطيش لرجل تافه لايحمل أبسط مقومات المسؤولية للحياة الزوجية.

 الحالة الثانية : وحدثت هذه الحالة بين زوجين يتوسطان بالعمر ولديهم طفلان ، بسبب أوضاع البلد قرروا الهجرة إلى الخارج وبعد عناء طويل ورحلتهم التي دامت لأكثر من عام ونصف العام حتى وصلوا إلى إحدى الدول الأوروبية، واستقروا هناك وأخذوا فيها منزلاً وراتباً شهرياً مناسب جداً وكافي لهم ولأطفالهم!. بدأت المشكلة هنا من الزوجة التي لاتريد أن تبقى في المنزل وتتذمر من تعلم لغة البلد ولاتريد أن تتعلم اللغة في معاهد تعلم اللغة!. كذلك هي تريد أن تتجول بالأسواق بحرية وتشتر هذا وذاك بدون أي إحراج من اللغة وصعوبتها، لهذا السبب قررت أن تترك زوجها وقدمت على العودة إلى العراق ، وطلقت زوجها وتركتهُ هو وأطفالها الصغار يترنح ويتخبط في دروب الهجرة! والرجل هنا كان قد خسر كل شيء بالعراق لم يبق له لا وظيفة ولا منزل لانهُ باع بيتهُ بربع المبلغ لكي يدفعهُ حق أجور التهريب إلى أوربا! لهذا السبب كان خيار العودة بالنسبة لهُ أصعب خيار!. لكنه أسهل خيار للزوجة التي فضلت نفسها على زوجها وأطفالها..

 الحالة الثالثة : وهذه الحالة حدثت إلى شاب وطفلة لإنها جداً صغيرة بالعمر، الزوجة لم تكمل سن السادسة عشر من عمرها ! وبعد زواج دام لشهرين فقط ، قررت الزوجة الهرب من بيت زوجها لكي تلتحق بأمها التي تسكن في تركيا هي واثنين من إخوتها الصبيان، كذلك أمها تركت زوجها وهو والد هذه المراهقة التي هربت من بيت زوجها بأتفاق مع أمها الهاربة أيضاً!. ومن تركيا رفعت وأوكلت محامياً طلقها وأخذ كافة الحقوق لها من الزوج الشاب المصدوم والمريض الآن! لأنه لم يفعل كل ما تم الادعاء عليه من قبل زوجتهِ الطفلة التي سلبتهُ كل ما يملك! وخسرتهُ المؤخر ومقدم الصداق، الذي كان مبلغاً لا يستهان بهِ وهــــــو ما يعادل ثــــلاثين مليون ديـــــنار عراقي فكانت صدمةً لا مثيل لها بالنسبة للشاب!.

 الحالة الرابعة والأخيرة :

وهذه الحالة حدثت بين زوجين شابين، المرأة أكبر من الرجل بعدد قليل من السنوات، لكنها ذات طبع سيء للغاية وهي من النساء اللاتي تعشق نفسها وجمال مضهرها على حساب كل شيء بحياتها!. حتى على حساب زوجها الذي ضحت بهِ بسبب (فستان سهرة سعرهُ 700 $)! قررت أن تطلق زوجها الذي لم يلبي رغبتها بشراء هذا الفستان! فعلاً حدث غريب جداً لكنهُ يحدث اليوم في مجتمعنا وللأسف الشديد دائمًا يقع البعض ضحية للآخر..  والأسباب هذه المرة تافه جداً وعجيبة وغريبة حدث فيها الطلاق، أتمنى أن أكون وفقت بطرح هذه القضية التي لم يسلط الضوء عليها الباحثين بشكل خاص ، لكنها دائما تتكرر وأصبحت شائعة اليوم بمجتمعنا والأسباب أغلبها المزاجية وقلت الفهم والوعي والإدراك وكذلك عدم تحمل المسؤولية..بهذه العوامل حدث ويحدث اليوم الطلاق من نوع تافه جداً وغريب جداً ! أتمنى أن تتوقف هذه الحلات وأن يسلط الضوء عليها وتتم التوعية لها عن طريق وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي وكذلك منظمات المجتمع المدني وحتى المساجد التي أخذت تتكلم بالسياسة فقط وتركت شؤون الرعية والمواطنين.خالد عبد الكريم

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...