وظيفة مريحة بدرجة رجل دين…!!؟؟ بقلم علي السوداني

ali-sudani

لمناسبة هبوط نصف طن مكاتيب طيبة وحلوة ببطن بريدنا الفيسبوكيّ المكتظ ، مشفوعة بشيت ملوّن عنوانه « جمعة مباركة « نُفتي ونطلب من رجال الدين الحقيقيين المنيرين المصطفين الشرفاء ، وليس المزوّرين الفاسدين الدجّالين ، المصنوعين بمطابخ الضلالة ومواخير الغزاة ، والذين صاروا سبباً أوّلَ في قتلنا وهدر دمنا ونهب مالنا ، نتوسّلهم ونتسوّلهم من أجل تقسيم خطبة الجمعة إلى قسمين : قسم فيه دعوة مخلصة وسهلة لعبادة الله وتوحيده والتذكير به ، كجوهر ومعنى وصمّام أمانٍ كونيٍّ عظيم ، وقسم يدعو إلى الإكثار من القراءة والفعل والتفكير والخلق والإبتكار والإختراع ، بمجالات الرياضيات والكيمياء والدواء والفيزياء والذرة والكومبيوتر ومتبوعاته بالرضاعة ، والفلك والأدب والفنّ ، والجمال الذي يحبّه ألله ، ولتكنْ أيامَكم كلَّها جبلَ برَكةٍ وخيرٍ وحبٍّ وسلامٍ ، وكرامة ورزقٍ وعيشٍ آمنٍ حلال . ثم انّ لدينا الآن في العراق المريض ، جمعيات وجامعات وحوزات وتكيات ومطابخ ، تتخرج فيها أعداد ضخمة من معممين وملتحين ومجببين ومجببات ، سيتحولون لاحقاً إلى وظيفة مدرار اسمها موظف بدرجة رجل دين . حاجة البلاد الفعلية لا تستوعب كلّ هذا الحشد الذي سيكلّف الدولة الفاسدة ، رواتب ومقاعد وأبنية ومساجد لا يصلّي ببعضها سوى شيخ الجامع والمؤذن والحارس ، وربما عامل النظافة الذي يترك الزبل جائفاً على عتبات البيوت ، ويهرع إلى المسجد لتطول صلاته نحو ساعة ، وقد يلحقها بإغفاءة عوافي ، خاصة إذا كان الوقت صيفاً ، وعلى جانبي الصومعة ست مبردات هواء من صنف الهلال الشهيرة .

2

بباب الدين المزيّف وليس دين الله الحقّ ، الذي يريد الشياطين تحويله إلى تجارة وسياسة ، كنا وسنكون بمواجهة مع صنف رديء من أصناف القتال غير الشريف . حرب جنسية مخجلة بين السنّة والشيعة . يصحُون وتفورُ دماؤهم عندما تهبُّ عليهم جيفة نبأ ملفّقٍ منفوخٍ خسيسٍ ، يجرح غشاء نون النسوة ، لكنهم ينامون على منظر البلاد وقد فَضَّت بكارتها حرابُ الغزاة الوحوش . هذا يعيّر شقيقه بعار زواج المسيار ، فيردّها عليه الشقيق بعار زواج المتعة . واحدٌ يضحك على بركات بول البعير ، وثانٍ يذكّر ببركات بصقة السيّد . ألعمائم التي قماشها من ألف ذراع وذراع تنامُ على صنفين رجيمين : دجّال نائم ساكت عن الحق مثل شيطان أخرس أطرش أعرج ، أو ناعقة عصبية متخلفة مثل غربان البَين . ألجيش الألكتروني الغازي المضاد ينجح بدوره ، متكئاً ليس على ذكائه وخبثهِ ، بل على غباء وخدر الرعية جلّها ، فلا تجلدوا أنفسكم ولا تتلاوموا ، بل اصحوا ونظفوا أمخاخكم من كل وسخ ، وتجادلو بالتي هي أشرف وأحسن ، علّكم تنجون من أعظم حريقٍ أعدَّ لكم وأنتم على غفلةٍ تتناطحون . اقرأو هذا ال،ذار القرآنيّ المبكر ، لتجدوا فيه ما ينظّم النشر والتصديق والتصرف قبل النشر :

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا على ما فَعَلْتُمْ نادِمين .

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...