بانتظار كائنات الحمامي الفضائية…!!! بقلم علي حسين

الكاتب علي حسين

سواء حصل وزير النقل  كاظم فنجان  الحمامي ” فيلسوف الجنّ والإنس ” على جائزة الدولة للإبداع  في علم الآثار ، عن اكتشافه أنّ مدينة الناصرية انطلقت منها أول مركبة فضائية قبل خمسة آلاف عام  ، أو انضمّ حديثه إلى قائمة الخزعبلات والخرافات  التي انتشرت في السنوات الاخيرة ، سواء من قبل شيوخ يُسيئون إلى جوهر الإسلام من خلال بثّ الخديعة والكذب ، أو سياسيين ومسؤولين يحاولون  خداع الناس بأن يحاولوا صرف أنظارهم عن الحقيقة، ليستبدلوها بمنطق الخرافة،  ، فالمؤكد أنّ علاقتنا بـ” الخرافة ”  لن تعود كما كانت أبدا، ليس فقط لأننا سنتذكر الوزير الحمامي كلما شاهدنا فيلماً من أفلام الخيال العلمي  ، بل لأنّ الخرافة ،  كما الجهل والانتهازية والخيعة  ، ستُصبح سمة ومنهجاً للعراق الجديد  .  

في مشهد سيحتار التاريخ امامه طويلا، يقف الرجل النحيل الذي أخبرنا ذات يوم أنه كان على متن سفينة نوح ، أمام صفّ من المواطنين الذين كانوا يأملون أن يخُبرهم كيف استطاعت الصين أن تضع على السكة قطاراً يقطع المسافة بين الناصرية وبغداد بربع ساعة فقط لاغير ، لكنّ الوزير فرد ذراعيه، ليقول:” ثقوا أننا هزمنا العالم قبل 5 آلاف سنة ، ولم ولن نؤمن بوسائل المواصلات الحديثة ، ولن نستبدل المركبة الفضائية بطائرات بوينغ ” استعمارية ” ولا الملائكة السومريين بنظام مواصلات متطور وحديث ،  أنا أعرف أنّ ما أتحدث عنه لا يعلمه الكثير من الناس، وأقول لكم،  ” الإمبريالي ” صاموئيل كريمر  كان يغار منّا حين لم يعرف جيداً أنّ الملائكة كانت وسيلة اتصال بين سكّان الناصرية والعالم الخارجي ”
سمعتُ ما قاله الوزير  ، فتحسّرت على كتّاب الكوميديا في العراق الذين لن يكون لهم مستقبل في كتابة مسلسلات ساخرة  بعد اليوم ، إذا كنا نملك مثل هذا المؤلف البارع  !
منذ أن قال المتنبي ياأُمة ضحكت من جهلها الأُمم  ، والعراق يبهر العالم بمُضحكاته  المُبكيات، لكنَّ  نكتة الحمامي تفوقت على ما قبلها وما بعدها ،    
ثلاثة عشر عاماً    من الخرافة والتغييب الكامل للعقل ، تحوّل فيها العراق  كلّه إلى وكر لممارسة الشعوذة .
يُدرك ساستنا ومسؤولونا   ، منذ اليوم الأول لظهورهم على شاشات الفضائيات ، أنّ العقل والوعي هما العدوّان اللدودان لمشروعهم التجهيلي ، فقرروا أن يحشدوا  كلّ قواهم   للحرب على هذا الخصم الشرير، لذلك،  المسألة في العراق اليوم أعقد من كائنات الحمامي الفضائية . المسألة أن جوهر السياسة في العراق  يلخصه مشهد ظهر في لقاء الوزير حين قال لمستمعيه  :” ان ما يتحدث به لايعلم به حتى المؤرخون  ” ولهذا سنظل نحن، حيث نحن، لأننا اكتفينا باساطير سومر وبابل  . والدنيا ليست اساطير . ولا هي جنائن معلقة ولا مسلة حمورابي .   ولا حكايات السندباد. هناك عالم يتطور بين ثانية واخرى  ، وعلاقتنا الوحيدة به هي الاستماع الى  ” جنجفة ” الشيخ صباح شبر.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...