هل تتمكن أمريكا من تأمين مستقبل العبادي؟

971516447

هل تتمكن أمريكا من تأمين مستقبل العبادي؟

على الرغم من أن أمريكا هي من ساعدته في وصوله لمنصب رئيس الوزراء، إلا أنها لم تعد بوسعها حمايته من التوتر السياسي الجامح في بغداد، حتى مع وجود قواتها البرية على الأرض، فهل ستتمكن الولايات المتحدة من تأمين مستقبل حيدر العبادي؟

في الساعات المبكرة الأولى من الصباح وعلى الطريق السريع في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، رجال يجلسون القرفصاء، يظللون على أعينهم من الشمس بأيديهم، ناظرين لعربات النقل المارة أملا في التقاط أحدهم للعمل بالأجرة اليومية، يحصلون على مبلغ ليس كبير  ولكن وظائف اليوم الواحد أصبحت تؤمن لهم عشاء اليوم على الأقل، على خلاف موظفي الحكومة في المدن الذين أصبحوا يعملون بلا تقاضي أجر منذ 6 أشهر.

بهذا الوصف افتتحت صحيفة إنترناشونال بيزنس تايمز الأمريكية تقريرها – الذي ترجمه كتابات نيوز-  بعنوان “أمريكا تساعد الجيش العراقي، ولكن التوترات الطائفية تهدد مستقبل العبادي”، إذ قالت إن العراق تحولت من أغنى الدول النفطية لدولة تصارع من أجل تأمين الغذاء لشعبها، حيث انحدر الاقتصاد بإقليم كردستان العراق منذ عامين، وهذا الانحدار أدى إلى توتر سياسي، وفقا لمحللين.

قال الخبير  بشؤون العراق بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، دانيال سيروير، إن “بغداد تقع تحت ضغط بسبب الحرب ضد تنظيم داعش، ومحاولات الأكراد للاستقلال وعدم رضا السنة في العراق”.

تترنح الحكومة العراقية عل الحافة، في ظل محاولات حيدر العبادي رئيس الوزراء اجتثاث الفساد، وتطهير حكومته، علاوة على مطالبات البرلمان المتباينة من محاولات استبعاده من المنصب والضغط عليه لعمل الإصلاحات.

أكد جيمس جيفري السفير الأمريكي الأسبق للعراق، أن عدم قدرة العبادي على الحكم بطريقة مناسبة أدى بالعراق للوضع الحالي، وبالرغم من أن أمريكا ساعدته في الصعود إلى الحكم إلا أنه يقول إنها “لم يعد بوسعها مساعدته الآن”، فالسياسات التي أرساها مسئولي أمريكا في غزو العراق لم تأخذ في الاعتبار الاحتقان الطائفي.

أوضحت الصحيفة أن الأيام الأولى في حرب العراق عملت أمريكا خلالها على فتح الأبواب أمام شركات الطاقة في مجال النفط بأجزاء من كردستان العراق عن طريق الخصخصة، ما أدى إلى حدوث صدع كبير بين القيادة في بغداد والأكراد، لأن كل منهما كان يسعى لاقتسام سوق البترول.

أكد التقرير أن العراق عانت من تعيين قادة الحكومة لأقربائهم بالمناصب، وظنت الولايات المتحدة أنها في ذات الوقت قادرة عل تحويل ذلك الفشل باختيار قائد جديد للحكومة، لكن كل قائد جديد يفشل في تلافي التوترات الطائفية منذ سقوط صدام.

كما أكدت الصحيفة أن مراهنة أمريكا على العبادي لرأب الصدع الطائفي لم تكن في محلها، حيث فشل في خلق اقتصاد أقل اعتمادا على النفط وأكثر  اعتمادا على صادرات القمح، بما يشبه أداء نوري المالكي.

وبالرغم من أن العبادي يحاول استئصال الفساد بتغيير مناصب كبار المسؤولين في الدولة، إلا أن الأحزاب السياسية بدأت تستغل هذا التغيير، حيث رفض كثير من مرشحي العبادي قبول المناصب الحكومية وهو محاولة لتشويه الاقتصاد من أجل مكاسب شخصية.

يضاف إلى المشهد الحالي في العراق، تهديدات القائد الشيعي مقتدى الصدر، الذي كان يؤيد العبادي، بالإطاحة بالحكومة وبه، إذا لم تتم الإصلاحات، حيث رأى معهد دراسات الحرب الأمريكي، في آخر تقييماته عن الحرب في العراق، أن “الأزمة السياسي الحالية تهدد استقرار العراق بشكل غير مسبوق وتنذر  بانهيار الحكومة”.

أمريكا حاليا غير قادرة على ممارسة أي نفوذ سياسي بالرغم من إرسال قوات برية للعراق، ومع استمرار المظاهرات أصبح مستقبل العبادي غامضا، “حيث أن ليس كل ما يحدث الآن في العراق نتيجة لما تفعله أمريكا”، وفقا للمحلل الأمريكي سيروير.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...