ديِن زوكربيرغ وأنجيلنا جولي ( كتابة علي حسين _ جريدة المدى)

 

مارك زوكربيرغ

ديِن زوكربيرغ وأنجيلنا جولي ( كتابة علي حسين _ جريدة المدى)

علي حسين   علي حسين
يا عزيزتي   النائبة ” الهمامة ” حنان الفتلاوي  ربما ستتفاجئين حين أقول لك إنني متعاطف معك جدا وانت تخوضين حرباً ضروساً لطرد السنّة والكرد من العراق  ، لست أذكر انّ نائبا في العالم  ، ترك شؤون الناس التي انتخبته  وشغل نفسه بحساب عدد السنّة  ، وهل هم حقا أقلية مثل المسيحيين ، وأتعب عينيه من السهر على احوال اربيل فيما الحلة التي انتخبتها  تعاني من الافلاس وتوقف المشاريع  والناس أسرى احتياجاتها ،  ياسيدتي  واجب النائب كما أعتقد ، ردّ  المظالم عن الناس  ، وحماية امنهم  ومعيشتهم، والعناية بمراقبة أوضاعهم  وحاجاتهم،. وكما قلت لحضرتك في مقالات سابقة كنت اتمنى ان ارى صورة لك  في مخيمات اللاجئين  ، فذلك  عند ربك  ، اكثر ثوابا واحسانا من شعارات جمعة مباركة .

أستميحكم عذرا لأنني ابتدأت مقالتي بعد انقطاع ، بالسيدة حنان الفتلاوي ولكن ماذا أفعل ياسادة مع من يريد منا أن نصحو كل يوم على حريق جديد مثل جميع العراقيين توقّفتُ  خلال الايام الماضية على خبر بطله شخص لم يكتب على صفحته في الفيسبوك  عبارة  ” جمعة مباركة ” ، فهو  مشغول بأحوال أكثر من مليار شخص ،  إنه مؤسس الفيسبوك مارك زوكربيرغ  الذي تبرّع  بمبلغ  45 مليار دولار لفائدة مؤسسة خيرية ،وذلك احتفاءً بولادة طفلته الجديدة .
وبعكس الارقام القياسية التي يريد ان يدخلنا بها ساستنا “المتديّنون” الى التاريخ من اوسع ابوابه، نقرأ الاخبار التي تقول ان “الكافرة” انجيلنا جولي  تستعد لأن تتبنى طفلين جديدين ،وهذه المرة اختارتهما من بلاد العرب التي لانزال نتباهى بأنها الشمس التي سطعت على العالم ، وأن “الامبريالي” بيل غيتس مؤسس شركة مايكروسوفت تبرع بنصف ثرواته للأعمال الإنسانية والخيرية، وهو بالتأكيد يستنسخ تجربة مليارديريينا الجدد “التعهّد بالسرقة” حيث استطاعوا بنجاح ان يحوّلوا ثروات البلاد الى جيوبهم الخاصة  .
يكتب  السيد مارك  على صفحته في الفيسبوك  “أن الفقر والامراض وعدم  عدم المساواة هي المشكلة الحقيقية التي تواجه العالم ، وتقوّض أساس فكرة أن جميع البشر قد خلقوا متساوين”.
فيما يكتب ساستنا كل يوم عبارات كوميدية عن التغيير ورفض التدخل الخارجي والمؤامرة الكونية، وإزالة العراق القديم عن الخارطة، وإنشاء عراق جديد من 328 محافظة تسمى كل واحدة باسم نائب!
اللهمّ أنزل علينا رحمتك وعطفك واجعلنا على دِين مارك زوكربيرغ  وبيل غيتس  وأنجيلنا جولي  ،  ولاتقربنا من  ” المؤمن ” فلاح السوداني  الذي حوّل  الحصة التموينية  إلى مشاريع خيرية في لندن  ، واخيه في السطو المنظم  ” الوسيم ” عبوب  المنشغل حاليا بمغازلة   الحسناوات في فلادلفيا !

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...