ما سنفعله بعد إزالة المنطقة الخضراء… ( السياسي العراقي لايقبل المزاح، والا فان كل حديث عن نهب المال العام و القتل على الهوية وارقام المهجرين يعرض الأمن الوطني والسلامة العامة للخطر، ويعيق ساسة البلاد والدولة عن اتمام أعمالهم “العظيمة”) (كتابة علي حسين)

الجسر المعلق

ما سنفعله بعد إزالة المنطقة الخضراء… ( السياسي العراقي لايقبل المزاح، والا فان كل حديث عن نهب المال العام و القتل على الهوية وارقام المهجرين يعرض الأمن الوطني والسلامة العامة للخطر، ويعيق ساسة البلاد والدولة عن اتمام أعمالهم “العظيمة”) (كتابة علي حسين)

الكاتب علي حسين  علي حسين
كان يفترض، وفقا لبيان رئاسة الجمهورية، ان تنطلق المصالحة الوطنية من مكتب رئيس الجمهورية ، لكن على بعد مئات الامتار من مقر الرئيس، كان مكتب رئيس الوزراء يعلن بصريح العبارة ان المصالحة الوطنية هي من اختصاص السيد حيدر العبادي حصراً ، وكنت مثلكم قد سمعت وشاهدت وقرأت ان السيد سليم الجبوري سيقدم مشروعا متكاملا للمصالحة واخبرتنا “المستشارة” وحدة الجميلي ان المصالحة يجب ان لاتخرج الا من غرفة رئيس مجلس النواب وحصراً مرة أخرى . 

لكن الاميركان يخبروننا ان المكان هذه المرة لن يكون المنطقة الخضراء، ولا قصر السلام ولا قبة البرلمان، هذه المرة تنزانيا هي الحل. هل هذا مشهد كوميدي؟ ربما البعض من ساستنا يريد ان ينافس برامج “التوك شو” فقرر ان أن يجعل من السياسة برنامجا ساخرا.
إذا كان هناك من يشك في أن تنجح النسخة العراقية الكوميدية، فقد كنت بين المشككين ايضا، لكنني ما ان قرأت توضيح مكتب رئيس الوزراء حول المقصود بعبارة “القائد الضرورة” حتى ايقنت اننا نسير بخطى ثابتة لترسيخ مفهموم “هزليات الساسية” .
السياسي العراقي لايقبل المزاح، والا فان كل حديث عن نهب المال العام و القتل على الهوية وارقام المهجرين يعرض الأمن الوطني والسلامة العامة للخطر، ويعيق ساسة البلاد والدولة عن اتمام أعمالهم “العظيمة”
لاحِظ جنابك الكريم أن من بين ابرز اخبارنا افتتاح شارع واحد في المنطقة الخضراء، يا سادة “شارع في الخضراء هذا اقصى ما تتمناه الحكومة، واقصى ما نفرح به هذا الشعب الذي لايزال يحتل المراتب الاولى في البؤس والخوف والتشرد ، واضيف لها رقم جديد حملته لنا هذه المرة صحيفة وول ستريت جورنال التي اكدت ان هذه البلاد اسوأ مكان في العالم يمكن للمرء ان يلقى حتفه فيه من حيث العناية الطبية وتوفر الامن والامان.
كل يوم احلم ، بمصالحة وطنية على طريقة نيلسون مانديلا ، لا على طريقة عامر الخزاعي، طريقة الرجل الذي خرج من السجن، ليطرد من حوله الضغينة والبغضاء والثأر واقصاء الآخر .
ياسادة نحن في حاجة الى سياسيين شجعان يصنعون المصالحات الحقيقية، هنا في بغداد حصرا، نحن في حاجة الى شجعان يفتحون اذرعهم للصفح، لسنا في حاجة الى افتتاح شارع مظلم في المنطقة الخضراء، نحن في حاجة الى ان نفعل ما فعله الالمان بعد اسقاط جدار برلين، حين حولوا بغضاء الماضي الى مجرد ذكريات مضت.. في مذكراته يكتب موحد المانيا هلمت كول: “أعيدوا قراءة التاريخ بهدوء، القضية الكبرى ليست ما فعله الجدار بنا، المسألة الاهم ما سنفعله بعد ازالة الجدار”.

شاهد أيضاً

جنرالات وأشقاء.. بقلم سمير عطا الله*

لم يتعلم الإنسان أنه في الإمكان الوصول إلى اتفاق من دون إشعال حرب في سبيل الوصول إلى السلام، يسخر هواة الدماء والجثث من غاندي ومانديلا. آلة الحرب تدرّ مالاً وأوسمة وجاهاً. ويذهب الملايين إلى النسيان، كما هي عادة البشر منذ الأزل...