تاريخٌ بقامةِ إنسان.. ورجلٌ برتبةِ وطن.. بقلم ضياء الوكيل*

منذ نهاية الخلافة الراشدة لم يجتمع العرب والمسلمون على شخصية عربية في الرأي والتقييم والإتفاق ولم يخبّرنا التاريخ عن رجل التقت عنده النفوس والقلوب بالتوافق والقبول محبةً وليس خوفا وكأن الزمن يمتحن الصبر والحلم لدى الجميع بانتظار الفرج الذي طال إنتظاره.. وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة أجد حالة نادرة جديرة بالتأمل والتدبر والوقوف عندها.. لماذا..؟؟ لأنها  استثنائية وتنبأ بالخير والأمل والتفاؤل وتؤكد أن العروبة لا زالت بخير وأن الأرض العربية ولادة للرجال الشجعان والمخلصين والأمناء على العهد والوعد وأقصد في حديثي هنا (الشيخ فيصل بن حروش الجربا) هذه الشخصية الحكيمة المتفرّدة في خصالها وسجاياها وفكرها الإنساني المعتدل تثير الإنتباه وتدعو للإهتمام والبحث في الأسباب التي وضعتها في منزلةٍ جامعة في التوصيف والإحترام والثناء الذي أضحى قاسما مشتركا لدى كل من التقاه ..

ولا فرق هنا بين ملك وأمير ورئيس ومثقف ومواطن من عامة الناس، في اعتقادي أن ما يجمعهم في الرأي ليس مصلحة ولا مال ولا طلب حاجة إنما اليقين والقناعة بأن هذا الرجل من طراز إنساني فريد.. ولمَ لا .. وهو سليل أسرة عريقة ومشيخة عربية أصيلة يشهد لها التاريخ بكل ما هو مشرّفٌ وعزيزٌ وكريم.. رجلٌ لم ألتقيهِ وإن كان ذلك شرف لم يتحقق بعد ولكني أراهُ بعين البصيرة المؤمنة وأجدهُ يستحق المودة والتقدير والإعجاب.. وكم نحن بحاجة إلى هذا الإجماع العفوي الذي افتقدناه منذ زمن بعيد ، لستُ مدّاحا ولن أتزلف لأحد ولن أصفق لرجل طيلة حياتي فكيف ألان وقد غزا الشيب راسي وبلغت من العمر والخبرة ما يضعني أمام مسؤولية الكلمة الحرة والموقف المتزن وما اكتبه هنا ليس إلا شعاع ينبسط من القلب والضمير ليروي الحقيقة للتاريخ وينصف الرجال بما يستحقون وربما لن تتمكن هذه الكلمات القليلة من منح هذه القامة العراقية العربية الشامخة والقيمة الإنسانية الكبيرة حقّها ولكنّي سعيت لذلك تقديرا ومحبة من عراقي يحب العراق والعروبة إلى رجل يعيش الوطن وشعبه في دمهِ وضميرهِ وقلبهِ الكبير.. رجلٌ برتبة وطن وتاريخٌ بقامة إنسان.. فيا موطن التاريخ ومجد العروبة وملح الأرض الطيبة وعقالها وفجرها ونخوتها وسيفها المجرّب.. لك التحية والعهد والمحبة والسلام من قلوب ونفوسٍ أعزها الله بالحق والخير والإيمان.. وبيقينٍ يرى فيكم أملا ورجاءا وسراجا منبسطا بالنور يهدي الحائرين والصابرين سواء السبيل..

*مستشار وناطق رسمي سابق للقوات المسلحة ووزارة الدفاع وقيادة عمليات بغداد ( 2012- 2013)

شاهد أيضاً

عن “المزاجنجي” محمود عبد العزيز… (بقلم المحرر محمود عادل)

Tweet أكتب تلك الكلمات وأنا في حالة من الحزن ممزوجة بالصدمة لرحيل شخص لم أره ...